عربياً ودولياً، أتت المواقف مرحبة بسقوط نظام آل الأسد بعد حقبة طويلة من الحكم الدامي وسياسة زعزعة الاستقرار، مرحلة طبعت بالعنف تجاه الشعبين السوري واللبناني، لكن ما حصل كان يجب أن يحصل منذ اندلاع الثورة في سوريا، لكن مسارعة طهران واذرعها في المنطقة لمساندة الأسد أطال من عمر النظام السوري لفترة، وفي النهاية لا بد للظلم أن ينتهي.
مصادر عربية دبلوماسية، تشيد بسقوط حكم الأسد الطاغي الذي كان لا بد من سقوطه رحمة بالشعب السوري الذي ذاق المر على مدى سنوات طويلة من اعتقال وتعذيب وظلم طاول النساء والأطفال والشيوخ والشباب، والمشاهد التي رأيناها خلال تحرير المعتقلين من سجون الأسد، دليل على إجرام هذه العائلة بحق الإنسانية.
تضيف المصادر عبر موقع صوت بيروت إنترناشونال”، أن سقوط النظام كان حتمي ومعروف، ولم تفلح كافة المحاولات العربية لثني الأسد عن الخروج من الحضن الإيراني، والنصائح العربية لم تكن الوحيدة، فروسيا حاولت وفشلت، وعلى الرغم من أن الأسد وعد الدول العربية بالعودة إلى الحضن العربي، إلا انه نكث بوعوده، وعندها اتخذ القرار بالتخلص من الأسد وحكمه، والانتقال بسوريا إلى مرحلة جديدة ومشرقة، بعيدة عن العنف.
تقول المصادر إن “الأمر الأساسي الذي ساهم في هزيمة النظام السوري، هي الخسارة التي تعرضت لها إيران وحزب الله، وتعذر هؤلاء وعجزهم الدفاع عن الأسد، فإيران تنصلت لأنها خائفة على مصيرها ونظامها، وحزب الله تلقى ضربة قاسية، وغير قادر على التحرك، بالتالي، بقي الأسد وحيداً، وبعد نصيحة روسية أخيرة، طالبت الأسد تسليم السلطة حقناً لدماء السوريين، لتُقفل صفحة حكم الأسد إلى غير رجعة”.
من جهة أخرى، ساهم الضغط العربي والالتفاف حول الشعب السوري، إلى إنهاء حقبة إجرام الأسد، وضرورة الذهاب نحو نموذج حكم مختلف لسوريا، بما في ذلك استقراراً للمنطقة برمتها، وإبعاد العنف عن المحيط العربي في اليمن ولبنان والعراق، ومن أجل تحقيق الاستقرار، لا بد من رحيل الأسد بعد تحجيم اذرع إيران في المنطقة.