السبت 18 رجب 1446 ﻫ - 18 يناير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

كيف كسب أحمد الشرع قلوب السوريين؟

من كان يتوقع بأن سوريا ستتحرر من إجرام آل الأسد الأب والابن، من كان يتوقع بان تلك السجون ومعتقلات التعذيب ستصبح خالية من المعتقلين الذين كانوا حقل تجارب لإجرام الأسد وفنونه وجنونه وهوسه بالتعذيب والقتل بكافة الأساليب، لكن اليوم باتت سوريا حرة، وتلك الثورة التي بدأت بعبارة “الشعب يريد إسقاط النظام” دحرت الأسد الفار، ومعه، وانتهت حقبة الإجرام وولدت سوريا من جديد.

مع اكتمال مشهد التحرير، برزت صورة السيد أحمد الشرع، هذا الثائر الذي رافق اسمه جدلاً واسعاً، لكن سرعان ما فرض نفسه في المعادلة السورية، وبات نجماً ساطعاً في سماء سوريا المحررة، يتحدث في كافة هموم السوريين، ويدرك مفاصل أوجاعهم وهواجسهم، ويجيد التحرك على أوتار التعافي، ويعلم جيداً ما يريده الشعب السوري، ما يفرحه وما يؤلمه، حتى ما يطمئنه.

يدرك الشرع ما يفعل، وهو وضع صورة واضحة للأهداف التي يريد تنفيذها حتى بات على لسان كل مواطن سوري ولأي طائفة انتمى، نراه يتجول بين السوريين، مسلمين ومسيحيين ودروز وحتى علويين، ذكاؤه جعله مقرباً من السوريين، وساهم بتقريب المسافة بينهم وبينه، وكسر حواجز الخوف والريبة من المجهول.

حين تستمع إلى الشرع، لا تدرك بأنه هذا الثائر الذي لازم البندقية طيلة فترة الحرب في سوريا، بل تشعر بأنك تستمع إلى سياسي عريق مارس السياسة على مدى سنوات نظراً لكمية الخبرة المخزنة في كلامه، والأهم، وهي أحد أبرز ما جعلت منه قائداً ناجحاً، هو التطور الفكري السياسي، يتحدث في كافة هموم المواطنين، لا يخفي أي تفصيل، والأهم أيضاً، يتحدث بلغة تطمئن الآخر، ويدرك بأن الشعب السوري خرج من نفق مظلم، ومؤلم، وبحاجة إلى رعاية واهتمام للانتهاء من رواسب الإجرام وآثارها على المجتمع السوري.

النقطة الأساسية والتي تعطي كافة علامات النجاح لسوريا في عهد الشرع، هو أن السوريين باتوا اليوم ينتقدون، ويتجرؤون على الانتقاد ومعارضة أي أمر لا يعجبهم، وهذا ما كان مستحيلاً في عهد آل الأسد المجرمين، وكانت كلفته القتل والاعتقال والتعذيب، أما الشرع، يرحب بصدر رحب، وهذا أمز سليم في الحياة الديمقراطية، ونقطة إيجابية في سجل الشرع.