باتت الأنظار اليوم متجهة إلى يوم الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي وصفت بالتاريخية، لما شهدته من تغييرات على صعيد انسحاب أو سحب ترشيح الرئيس الحالي جو بايدن لصالحة نائبته كامالا هاريس، في مواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب الذي استطاع استقطاب الديموقراطي روبرت كينيدي وهو أمر شكل صفعة للديمقراطيين وعلى رأسهم الرئيس السابق باراك اوباما اللاعب الخفي في هذه الانتخابات الذي يحاول أن يأخذ بالثأر من ترامب لانسحابه من الاتفاق النووي الإيراني بتوقيع مفاجئ، مطيحا بمجهوده على مدى سنوات الداعم لطهران بشكل غير مباشر، إن على الصعيد المالي، أو لناحية غض النظر عن التوسع الإيراني في المنطقة بدءا من العراق مرورا بسوريا وصولا إلى لبنان.
لا شك وفق عدد من المحللين أن الانتخابات الرئاسية الأميركية لاختيار الرئيس 47 تخاض على ارض الشرق الأوسط، بعد الحدث الكبير المتمثل بـ”طوفان الأقصى” والذي شكل ضربة قاصمة لإسرائيل ولحكومة بنيامين نتنياهو على وجه الخصوص، إلا أن مجريات الأحداث دفعت بالأخير إلى الاستفادة منها لتعزيز وضعه المنهار قبل الأحداث التي ذكرناها، استطاع من خلالها جر الولايات المتحدة بكامل ترسانتها الحربية إلى مياه الشرق الأوسط والخليج العربي، وبات من المستحيل أن تخرج منه دون تحقيق أهداف معينة تدعم موقف الديمقراطيين في وقت يخوضون معركة شرسة مع ترامب، الذي يعد بإنهاء الحروب في المنطقة، وهي التي كبدت بلاده أثماناً باهظة دون تحقيق أي إنجاز يوازي هذه الخسائر.
رغم مساعي ادارة بايدن لإيقاف هذه الحرب من خلال المفاوضات التي قادها آموس هوكشتاين وآخرها في زيارته الأخيرة لتل أبيب، حيث كانت التعويل على إمكانية التوصل لوقف إطلاق نار بين إسرائيل و “حزب الله ، لكن نتنياهو مازال مصرا على استمرار المعارك، لحين اتضاح الصورة بالنسبة للفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولذا فهو سيحاول تكثيف الضربات تجاه لبنان خلال الأيام الاخيرة التي تفصلنا عن موعد للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، ولعل الاخطر ان يستغل الوقت الضائع بين الادارة الحالية وموعد تسلم الرئيس الجديد.
بات رهان البعض على فوز الرئيس ترامب بالرئاسة وهو الذي خصص لبنان برسالة توجه فيها إلى الأميركيين من اصل لبنان قائلا “أعطيكم كلمتي. سأحافظ على الشراكة المتساوية بين جميع الطوائف اللبنانية. فأصدقاؤكم وأهلكم في لبنان يستحقون العيش بسلام وازدهار ووئام مع جيرانهم، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط”.
رسالة ترامب شكلت محط اهتمام للعديد من المحللين كونها سابقة في تاريخ الولايات المتحدة لناحية الاهتمام المباشر بلبنان ، اعتبرت أيضا بمثابة إطاحة للدور الفرنسي الذي يبدو أن نجمه إلى الأفول في لبنان بعدما خسر أفريفيا، فهو لم يتمكن من تحقيق أي إنجاز سياسي ان على صعيد انتخابات الرئاسة اللبنانية ، أو حتى على صعيد المساعدات المالية التي لم تكن على القدر المعول عليه ، كما ان زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت، حملت مواقف لم تترجم على ارض الواقع … يبدو أن فرنسا خسرت ما استثمرته عبر التاريخ لاسيما في لبنان.