السبت 17 رجب 1446 ﻫ - 18 يناير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان خارج المحور الإيراني.. عودة مباركة إلى الحضن العربي

على مدى سنوات وخصوصاً بعد انسحاب جيش الأسد الساقط من لبنان عام 2005 بعيد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تسلّم حزب الله زمام الأمور عبر الاغتيالات والتهديد وفرض الأمر الواقع تحت قوة السلاح، وأدخل لبنان في المشروع الإيراني بالقوة، وبات لبنان حديقة حلفية لإيران، وساحة تجارب للحروب التي تريدها طهران لتحقيق نفوذها المطلوب، بدءاً من لبنان، وسوريا، والعراق واليمن.

اليوم وبعد الحرب الأخيرة على لبنان وما نتج عنها من نتائج أضعفت حزب الله، وحدّت من قدراته التي اكتسبها من إيران نتيجة الحروب ومشاركته في حرب اليمن وسوريا ودعم المليشيات الإيرانية في العراق، ومع سقوط نظام الأسد، بات المشروع الإيراني في حكم الاندحار، ولم يعد له أي تأثير فعلي على المنطقة، وبالرغم من مزاعم طهران بأنها لا تزال قوية، إلا أن ما تحقق في الشرق الأوسط وخصوصاً في لبنان وسوريا، دليل دامغ على أن هذا المشروع الإيراني المدمر إلى زوال.

وفقاً لهذه النتائج، ترى مصادر دبلوماسية خليجية، أن لبنان عاد بقوة إلى الحضن العربي، وهذه العودة أتت نتيجة خسارة محور طهران الذي وضع لبنان عن طريق حزب الله في حال عداء مع محيطه العربي، ولم يكن لبنان يوماً عدواً للدول العربية، بل كان ولا يزال وسيبقى شقيقاً مرحباً به في كافة الأوقات، لكن سلوك حزب الله، جعل من لبنان بؤرة أمنية مزعزعة لاستقرار بعض الدول، إذ أن إيران استعملت حزب الله في حروبها على الدول الخليجية، وجعلته واجهة لمشروعها القبيح الذي لا يمت إلى الهوية العربية بأي صلة.

وتشير المصادر ذاتها عبر “صوت بيروت إنترناشونال”، إلى أن زيارة الموفد الملكي السعودي إلى لبنان، والذي أتى منتدباً ومتحدثاً باسم اللجنة الخماسية، دليل قاطع بأن لبنان عاد إلى الحضن العربي بعد سنوات قضاها في محيط لا يشبهه، فإيران لا تريد الخير للبنان، ومن يدعم السلاح غير الشرعي، يريد إضعاف الدولة في لبنان على حساب الدويلة، وتلك الدويلة لا تشبه لبنان، بل تمثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأي مشروع لا يشبه محيط لبنان العربي، سيسقط حكماً، ورأينا كيف أن الأسد حين خرج من الكنف العربي ودخل في محور إيران، أسرع في سقوطه، ووضع سوريا وشعبها في أتون الحروب المدمرة، وكذلك فعل حزب الله عندما كان أداة لإيران، جلب الحرب إلى لبنان، ودُمرت بيروت وقرى وبلدات الجنوب، واليوم، أمام لبنان فرصة ثمينة بهذه العودة، وعليه انتخاب رئيس بمواصفات عربية لا تمت إلى ذاك المحور بأي شيء، وتشكيل حكومة تواكب التطور الحاصل في الشرق الأوسط، ليصبح لبنان جزءاً من النمو الاقتصادي العربي.