لا تزال الأوضاع غامضة لدى المتضررين في البيئة الحاضنة لحزب الله الذين استفاقوا بعد الحرب على كارثة لا يعرفون كيف يخرجون منها، الأضرار كبيرة والخسائر لا تعد ولا تحصى، أما لجان الكشف المكلفة بمسح الأضرار وتحديد حجم الخسائر حدّث ولا حرج، والدفع “تنقيط” ولا يغطي 10% من حجم الأضرار الفعلي.
في هذا الإطار، تكشف مصادر جنوبية لموقع “صوت بيروت إنترناشونال”، أن لا يمر يوماً من دون إشكالات وصراخ يصل إلى بعض الأحيان إلى تشاجر وشتم بين الأهالي واللجان، لأن الأهالي اكتشفوا ان تلك اللجان غير مؤهلة للكشف بشكل صحيح ودقيق، وهي مجرد لجان لإسكات الأهالي واعطائهم الوعود الكاذبة التي لا تفي بالمطلوب، خصوصاً أن هناك أحياءً مسحت بالكامل، وبعض القرى والبلدات لا تزال تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي.
تشير المصادر إلى أن حال الضاحية الجنوبية لا يختلف كثيراً عن قرى وبلدات الجنوب، فالأبنية مصدعة بالكامل، وبعض اللجان تطلب من المواطنين تصليح المنازل وتقديم الفواتير إلى اللجنة ليصار بعدها إلى تحديد السعر المناسب وفقاً لما تراه اللجنة، وهذا أدى إلى بلبة في صفوف المتضررين الذين رفضوا رفضاً قاطعاً القيام بأي تصليحات ما لم يحصلوا على الأموال المطلوبة، إضافة إلى كون الأبنية بحاجة إلى ترميم من الخارج وفي البنى التحتية.
بحسب المصادر، فإن حزب الله وبعد تعثر وصول الأموال المطلوبة من إيران من اجل إعادة الإعمار والتي لا تكفي لإعادة الإعمار، قام الحزب بإنشاء تلك اللجان بهدف إسكات الأهالي والقول إن الحزب بجانب الأهالي واللجان ستستغرق وقتاً لمسح الأضرار، في المقابل يكسب المزيد من الوقت إلى حين تبلور الصورة، لكن وعود إيران أصبحت أوهاماً، والأموال لن تأتي، والحزب صرف بعضاً من أمواله الخاصة وما تبقى منها بعد الحرب، لإسكات بعض المتضررين.
حال التجار التابعين للحزب ليس أفضل من الأهالي، فالخسائر بالقطاع التجاري بالملايين وتفوق قدرة حزب الله على التعويض، ولغاية كتابة هذا المقال، لم تلتقِ أي من اللجان لالتجار التابعين للحزب، ولم تجر أي مسح للأضرار، فهناك الكثير من المستودعات والمحال التجارية التي احترقت وتدمرت بفعل القصف.