لا يزال التفاؤل في المفاوضات قائماً، أقله من جهة لبنان الذي يعتبر أنه قدم كل ما يمكن من أجل التوصل إلى وقف لاطلاق النار أو هدنة لشهرين على الأقل، لكن هذا التفاؤل ليس في مكانه خصوصاً أنه رهن ما سيقرره رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وهذا قد يؤدي بنسف كافة الجهود.
مصادر دبلوماسية لا تبدي تفاؤلها حيال المفاوضات على الرغم من التنازلات الكبيرة والجوهرية التي قدمها حزب الله، وهذا التفاؤل مبني فقط على أن الطرفين تباحثا للمرة الأولى في خضم الحرب الدائرة، وهذا أمر جيد لكنه لن يؤدي إلى وقف إطلاق النار، كما أن خروج الموفد الأميركي أموس هوكشتاين من اسرائيل من دون أي تصريح يدل على أن الأمور التي لا تزال عالقة كثيرة والفجوات كبيرة.
وتضيف المصادر عبر موقع “صوت بيروت انترناشيونال”، أن “حربة التحرك العسكري التي تطالب به اسرائيل وتعتبره غير قابل للتفاوض، هو أصل المشكلة، كما أن كل ما قيل عن ورقة جانبية بين اسرائيل وأميركا غير صحيح، لأن تل أبيب تطالب بورقة رسمية من قبل الإدارة الأميركية وهذا الأمر ليس بمقدور جو بايدن خصوصا أن ولايته شارفت على الانتهاء، وهذا يعني أن الأمر متروك إلى ما بعد تسلم الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
وتشير المصادر الدبلوماسية، إلى أن نتنياهو يراوغ لتضييع الوقت، فهو يتوغل جنوبا ويقوم بتنفيذ بند انسحاب الحزب إلى ما وراء الليطاني عن طريق النار، ولا ينتظر الموافقة على شروط وقف اطلاق النار، وإلى حين تسلم ترامب، سيشهد لبنان المزيد من التصعيد، إلا إذا مارس المعنيون في لبنان الضغط على الحزب من أجل تجنب المزيد من الدمار.
هدنة الستين يوماً، تعتبرها المصادر ليست بالضرورة أن يتوقف القصف على لبنان، لأن اسرائيل لن تنسحب خلال الستين يوماً، وستراقب من الجو والبحر والبر، وليست بحاجة إلى ذريعة لقصف كل ما يتحرك بحجة الاشتباه بعناصر تابعة لحزب الله، كما أن انتشار الجيش اللبناني بحاجة إلى وقت وعناصر كافية بحاجة إلى تدريب وهذا سيستغرق وقتاً، بالتالي هناك العديد من العراقيل التي قد تستغلها اسرائيل في التفاوض، وترامب بدوره يشجع على اتفاق طويل الأمد، وهذا أيضا من شأنه أن يعطي إشارة إلى أن الأوضاع ستبقى على ما هو عليه إلى حين تعديل بعض البنود واستبدالها بأخرى.