الأثنين 19 محرم 1447 ﻫ - 14 يوليو 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لقاء بري – ميقاتي لتحديد الخسائر السياسية ما بعد الحرب على الجنوب

تزامن كلام رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اثر لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ، مع الاطلالة الاولى لنائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم بعد اغتيال السيد حسن نصر الله، حيث اكد في كلمته على استمرار جهوزية الحزب في مواجهة العدو الاسرائيلي لافتاَ الى ان الحزب سيختار أمينا عاما خلفا للراحل حسن نصر الله في أقرب فرصة وبحسب الآلية المعتمدة للاختيار.

اما على صعيد المواجهة مع الكيان الصهيوني اكد قاسم انه على رغم “رغم فقدان عدد من القادة، والاعتداءات على المدنيين، والتضحيات الكبيرة، لن نتزحزح قيد أنملة عن مواقفنا، وستواصل المقاومة مساندة غزة وفلسطين ودفاعا عن لبنان وشعبه”. هذا الاصرار لا يخرج عن سياق كلام نصر الله لناحية عدم فك
الارتباط مع غزة لناحية وقف اطلاق النار الذي لا يمكن ان يحصل بين لبنان و”اسرائيل” ما لم يتوقف في غزة.

وعقب انتهاء كلمة قاسم خرج الرئيس ميقاتي ليتحدث الى الاعلام بعد لقائه الرئيس بري، وتعتبر هذه الاطلالة التي امتزج فيها موضوع الرئاسة اللبنانية وبداية البحث بتطبيق القرار 1701 الذي يبدو هناك توافق عليه بينه وبين بري، والبارز اشارته الى ان هذا “موقف لبنان الرسمي” وهو ما يستدل منه، الى ان تحرك ميقاتي وبري منفصل عن الاعمال العسكرية، وقد تكون مواكبة لايجاد المخرج الملائم، في حال تمكنت الدول الراعية مدعومة من الجهود اللبنانية من انجاح الورقة النداء النداء الذي صدر عن الولايات المتحدة وعدد من الدول الاوروبية والعربية والقاضي بوقف إطلاق النار.

كان لافتاَ ايضا ما اثير حول الانتخابات الرئاسية وما نقله ميقاتي عن الرئيس بري لناحية استعداد الاخير لدعوة مجلس النواب الى انتخاب رئيس توافقي، دون الاتيان على ذكر شرط الحوار لفتح ابواب مجلس النواب، وبالتالي قد تكون فرص الوزير السابق سليمان فرنجية مرشح المحور باتت على المحك في ظل المتغييرات السياسية لاسيما على صعيد ايران ومواقف رئيسها، التي تميزت بنوع من مد اليد باتجاه الولايات المتحدة الاميركية، التي اعطى اشارتها المرشد علي خامنئي بتغريدات متكررة لناحية التراجع “التكتيكي” واظهار الصراع على انه بين “ابناء الحسين وابناء يزيد”.

من خلال هذه اللوحة التي بدأ الراعي الايراني بتظهيرها منذ اسابيع، لا بد ان ينسحب على الساحة اللبنانية التي تتقلب على نيران الاستهدافات الاسرائيلية ، وتهجير اكثر من مليون لبناني من الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، واستمرار التدمير الممنهج والكلي لبعض القرى، يبقى الرهان على ردع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو عن تهديداته باجتياح بري للجنوب اللبناني، وهو الذي يقصف جبهة اليمن وسوريا بالتزامن مع العمليات العسكرية في غزة ولبنان وتخطيه الخطوط الحمراء باستهداف قلب العاصمة بيروت.

في الختام يبدو ان الرئيس ميقاتي على توافق مع الرئيس بري لاخراج لبنان من آتون النار، وايجاد الحلول والبدائل لاسيما وان بري يعتبر وكيل المحور وصاحب “التخريجات” لاي معضلة ، وقد تكون مهمته اليوم الاصعب بعد اغتيال امين عام “حزب الله”، والتي توجب عليه التحرك بانتظار ظهور الاسم الذي سيخلف نصر الله ، بعد اعلان الشيخ نعيم قاسم عن انتخاب الخلف لنصر الله في أقرب فرصة، وبذلك قطع الطريق على ما روج عن تعيين رئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين خلفا لنصر الله، التي ترافقت مع عرض لمسيرته الحزبية.