كان لافتاً في الأيام السابقة الجولات التي قام فيها الموفد الأميركي أموس هوكشتاين خلال زيارته إلى لبنان، فهو أصر على لقاء مسؤولي الصف الأول في الأحزاب اللبنانية لاطلاعهم على آخر المستجدات والاستماع إلى هواجسهم خصوصاً في ما يتعلق بالمفاوضات ونظرتهم للوضع الحالي، خصوصاً بعد انتقادات كبيرة سمعها هوكشتاين من الوسط السياسي حول ملف المفاوضات وحصره برئيس مجلس النواب نبيه بري.
وفي معلومات خاصة لموقع “صوت بيروت إنترناشونال”، وبناءً لأوامر مباشرة من الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أوعز لهوكشتاين القيام بجولات على رؤساء الأحزاب والاستماع إلى هواجسهم، لأن التواصل مع كافة الأفرقاء باستثناء حزب الله أمر ضروري بالنسبة إلى واشنطن.
تشير المعلومات إلى أن اللقاء مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كان غنياً بالحديث والنظرة المستقبلية وخصوصاً من ناحية الحلول وسلاح حزب الله ومصيره ومستقبل لبنان، إضافة إلى نظرة جعجع حول تطبيق الدستور والـ1701.
أما بالنسبة للقاء هوكشتاين ووليد جنبلاط، وبحسب المعلومات فقد كان بناءً أيضاً، واستمع هوكشتاين إلى هواجس جنبلاط، وعرض معه النظرة الشاملة لما يحصل في لبنان وضرورة وقف إطلاق النار.
أما اللافت، فكان غياب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن لقاءات الموفد الأميركي، صحيح أن هوكشتاين زار رئيس الجمهورية الأسبق ميشال عون، والبعض اعتبر أن هوكشتاين اختصر زيارة التيار الوطني الحر بالرئيس عون، لكن هذا غير صحيح، لأن من كان حاضراً خلال اللقاء لا علاقة له بالتيار الوطني الحر، بل الفريق المقرب بالرئيس عون أثناء ولايته الرئاسية.
تؤكد المعلومات عن أن هوكشتاين أصر على عدم لقاء باسيل، رافضاً حتى حضوره خلال زيارته إلى عون، لأن باسيل معاقب أميركياً، ولا يستطيع هوكشتاين الالتقاء به، فكان له ما أراد، لأن الرئيس عون أصر على لقاء هوكشتاين، واعتبر أن زيارته الموفد الأميركي له مهمة، وتُعتبر بحسب عون تأكيد على أن عون لا يزال يحظى بتمثيل كافٍ وحضور يجعله على قائمة لقاءات هوكشتاين.
ووفقاً للمعلومات، فإن المقربين من باسيل أبدو امتعاضهم على تغييب باسيل من لقاءات هوكشتاين، ونقلوا عن باسيل امتعاضه الشديد من تصرفات هوكشتاين، وأن تغييبه عن اللقاء هو تغييب للتيار الوطني الحر، وكان على هوكشتاين الاجتماع به، فهو الذي يمثل التيار لا الرئيس عون.