تأتي الحروب وتنتهي، تعصف الأزمات بلبنان وستنتهي، لكن معضلة الكهرباء العاصية عن الحلّ ستبقى إلى ولد الولد ومن جيل إلى جيل، وكما قام رئيس الجمهورية السابق ميشال عون بتوريث صهره تياراً ونفوذا، قام رئيس التيار “الوطني الحر” النائب جبران باسيل بتوريث وزارة الطاقة إلى أتباعه في التيار، وبات إسمهم مرتبط بالتيار الكهربائي، وعندما نتحدث عن الكهرباء في لبنان، تأتي مباشرة تصريحات باسيل ووعوده بتأمين الكهرباء 24\24 عام 2015، لكن العام 2015 أتى ورحل وأتت أعوام كثيرة ولم تأتِ الكهرباء.
من وزير إلى وزير، ووزيرة، 6 وزراء بالتمام والكمال، معظهم تابعين لباسيل وتياره، 13 عام في وزارة الطاقة، في أكبر عملية توريث وزاري في تاريخ لبنان، 40 مليار دولار هدر عداً ونقدا، ودولار ينطح دولار، تم هدرها والكهرباء لم تأت، أتت البواخر ورحلت، والكهرباء لم تأت، ستنتهي الحرب في غزة، والكهرباء في لبنان لم تأت، من يأتي، هم فقط وزراء التيار الذين يتباهون بانجازات وهمية لم تحصل، سدود مثقوبة، ومراكز الهرباء تحولت إلى مزارع دجاج، ومواكبة للتطور، تحولت وزارة الطاقة والمياه إلى صالون حلاقة، تلك الوزارة التي حلقت للبنانيين على الناشف ومن جيبهم الخاص ومن تعبهم، باتت تتسول الفيول من الدول التي تشفق على حال اللبنانيين، وبنا نتسول ساعات التغذية الكهربائية، ونحلم بطاقة لفترة 3 ساعات يومياً فقط.
مسؤول بارز سابق في التيار “الوطني الحر”، وكان مستشاراً ومواكباً لأحد وزراء الطاقة، يكشف عبر موقع “صوت بيروت إنترناشيونال” عن ما كان يدور في الاجتماعات المغلقة بين الوزراء والمسؤولين بحضور باسيل، وكانت يعلو صخب الكلام إلى حد الصراخ في بعض الأحيان، لأن باسيل كثير الوعود وقلبل التطبيق، وما يعد به عاجز عن تحقيقه، وكان الوزراء دوماً يقولون لباسيل، بأن الوعود التي تطلقها عاجزون عن تحقيقها وهي مستحيلة، وغير قابلة للتطبيق، وعلينا عدم التمسك بوزارة الطاقة، إلا أن باسيل كان يعارض دائماً ويصر على تمسكه بوزارة الطاقة قائلا: “شو بدكم يفضحونا؟، للي مش قادر يتحمل مسؤولية منجيب وزير غيرو”.
يتابع المسؤول السابق في التيار “الوطني الحر”: “هناك ارتكابات ومجارز في العقود والصفقات داخل وزارة الطاقة، والدولة على علم بها، إلا أن سياسة “حكّلي تحكّلك” كانت تطعى على ممارسات وزراء التيار وتعفيهم من الحساب، وعلى الرغم من أن وزارة الطاقة باتت وصمة عار على التيار الوطني الحر الذي يتحمل مسؤولة فشل الكهرباء على مدى 13 عاماً من الوعود الفارغة والهدر، إلا أن هناك مناكفات سياسية بين وزارة المال ووزارة الطاقة زادت من طين ملف الكهرباء بلّة، وباسيل لم يبد أي تعاون في هذا الموضوع، وأصرّ على إطلاق الوعود وفشل، وهو تنازل عن وزارة الطاقة بناء على طلب من ميشال عون مباشرة، وبأن وزارة الطاقة لم تعد تدر مكاسب سياسية وتضر بباسيل، وعليه تسليمها إلى المحسوبين على التيار الوطني الحر”.