الجمعة 1 ربيع الثاني 1446 ﻫ - 4 أكتوبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"مسيرات" باسيل الهجومية باتجاه اليرزة قصيرة المدى

لا يوفر رئيس التيار الوطني الحر الوزير السابق جبران باسيل مناسبة إلا ويطلق فيها سهامه واتهاماته باتجاه مؤسسة الجيش اللبناني وقائدها العماد جوزيف عون تحديدا دون أن يسميه، مطلقا الاتهامات بالتلكؤ والتواطؤ والتقاعس والاستفادة المادية وغيرها من الأمور التي تتعلق بالمساعدات التي يتلقاها الجيش في ظل الظروف المعيشية الصعبة لأفراده وفق مصدر خاص لـ”صوت بيروت انترناشونال”.

رغم ان المبررات التي يطلقها باسيل لمضمون مواقفه، لا تتطابق مع نواياه الحقيقية التي باتت مكشوفة الاهداف، التي ترتبط بهواجسه لناحية هوية المرشح لرئاسة الجمهورية بعدما ادرك ان طريق وصوله الى بعبدا مقطوع، الا ان ازمته الكبرى تكمن في طموحه باستكمال مسيرته في السلطة، بعدما بات بين فكي كماشة الوزير السابق سليمان فرنجية مرشح حليفه “حزب الله” وقائد الجيش العماد جوزف عون، في ظل خشية من تسوية اقليمية ودولية تلزم حليفه بالتخلي عن فرنجية.

يعتبر المصدر ان الدعم الذي يتلقاه الجيش اللبناني حفاظا على هذه المؤسسة في سبيل حصر قرارات الحرب والسلم في يدها، على ان لا يكون لها شريك وقوة عسكرية تتمدد اذرعها خارج الاراضي اللبنانية.

يعتبر المصدر ان هجوم باسيل المستمر على المؤسسة العسكرية ليس مستغربا ، فهو يشكل استمرارية للمواقف التي كان يطلقها الرئيس السابق ميشال عون ، التي لم تكن يوما داعمة للجيش اللبناني، بل محاولة لابقائه متعايشا مع سلاح “حزب الله” وهو ما عبر عنه بشكلٍ جلي في حديث صحفي عام 2017 بتوصيفه للجيش ،بأنه لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة إسرائيل مضيفا أن السلاح حزب الله ضرو رة ، لأنه مكمل لعمل الجيش ولا يتعارض معه كما أنه لا يتناقض مع مشروع الدولة وكان رسخ هذه المقولة ، يوم استشهاد الطيار في الجيش اللبناني سامر حنا حين تساءل عن سبب تحليق الطيار في الجيش اللبناني بطوافته فوق منطقة سجد.

لا شك أن مواقف الرئيس السابق ميشال عون كانت دائما لتمتين الحلف والتحالف مع حزب الله الذي عزز التقارب بين الطرفين كل وفق طموحاته وأهدافه.

يحاول باسيل وفق من خلال قصفه المستمر على اليرزة وتصويب مسيراته الصوتية خلال جولاته الاستنهاضية لتياره إصابة هدفين في آن واحد، الأول طمأنة حليفه من خلال استمرار دعمهم لـ”ثلاثية جيش شعب مقاومة” التي اهتزت خلال ولاية الرئيس ميشال سليمان الذي شدد خلال الاحتفال بعيد الجيش عام ٢٠١٣ ، على صعوبة التعايش بين السلاح الشرعي وغير الشرعي خصوصا عندما يستخدم خارج الحدود ، وكانت رسالته الاقوى عندما اكد ان ” الثلاثية الذهبية التي يجب ان تحكم الأوطان هي الأرض والشعب والقيم المشتركة” واصفا معادلة “جيش شعب مقاومة” بـ”معادلة خشبية”.

ويختم المصدر كلامه بتأكيد الرهاب الذي يعيشه الوزير باسيل من تسويات تسقط ما تبقى له من قدرة على المقايضة باصوات كتلته التي تعيش خطر الانحسار العددي في ظل التسريبات عن الاعتراضات والامتعاض من قبضة الاخير التي احكم فيها السيطرة على تياره.