العلم اللبناني
تكشف مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ”صوت بيروت انترناشونال”أن كل دولة من الدول المشاركة في المجموعة الخماسية حول لبنان هي مؤهلة أن تقوم بمبادرات من أجل مساعدة لبنان على الخروج من المأزقين السياسي والاقتصادي الذي يقع فيه، والذي يدفع اللبنانيون أثماناً باهظة نتيجة لذلك.
وبالتالي، فإن كل دولة ضمن هذه المجموعة، تسعى لإيجاد صيغة معينة يمكنها أن تشكل حلاً مقبولاً من كل الأفرقاء اللبنانيين، وفي هذا الاطار يندرج التحرك الفرنسي والتحرك القطري والآخر المصري، ولا من جهة تدعي الحصرية في طرح المبادرات، والهدف واحد هو انقاذ لبنان، والمبادرات هدفها الجمع بين اللبنانيين على حل عملي وسريع لأن الأوضاع لم تعد تحتمل، خصوصاً وأن كل مبادرة تقوم ضمن اتفاق الطائف والدستور واحتراماً لهما.
ثم إن فرنسا بحسب المصادر، ترحب بكل تقارب إقليمي من شأنه نقل المنطقة من جو متشنج الى جو مريح.
وتؤكد المصادر، ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ليس مرشح فرنسا، لكن باريس تحاول طرح التفاوض والمبادرة في هذا الشأن بالتنسيق مع القوى العظمى والدول المهتمة بملف لبنان، انطلاقاً من أن لا ڤيتو على أحد.
وفي ظل فرز القوى السياسية الذي نتج عن الانتخابات النيابية فإن فرنسا تفتش عن فكرة للمساومة والتفاوض على حل، إلا أنها ليست متمسكة بحل معين في وجه حل معين آخر، إنما هي تطرح في السياسة الفكرة، لا سيما في ظل الفراغ الذي يعيشه لبنان منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون ووجود حكومة تصريف أعمال.
وتتساءل المصادر، من يمثل الآن لبنان في المجتمع الدولي وأمام الهيئات العالمية، ليس من أحد يوصل صوته، بل إن فرنسا هي التي تتولى ذلك، ويقوم الرئيس ايمانويل ماكرون حتى من خلال لقاءاته الثنائية مع رؤساء الدول بإعادة الاهتمام بالملف اللبناني، في حين أن فرنسا شعرت بوجود حملة ضد ما تقوم به من مبادرات بالسياسة وطروحات بديلة.
إنها عملية استفزاز واضحة، لكن لن تتأثر فرنسا بذلك خصوصاً اذا كان هذا كلفة الحل واذا تم التوصل الى نتيجة، والرئيس ماكرون يدرك أن لبنان مُغَيَّب على مستوى المحافل الدولية، لكنه لا يتوانى عن طرح موضوع لبنان في كل تحركاته.
والفكرة الفرنسية تتمحور حول تعامل باريس البراغماتي مع موضوع لبنان، اذ أن فرنجية مطروح من مكون مهم، يقابله مكون آخر يرفض الطرح، لكن مبادرة فرنسا تقوم على أن يتزامن الطرح مع وجود نوايا إصلاحية لإخراج لبنان من حالته ووضع حد للانهيار الذي يدفع المواطن اللبناني ثمناً له.
وتأخذ فرنسا في الاعتبار أن أي رئيس لبناني، لا يمكنه إلا أن يكون أداؤه منسجماً مع الظرف الإقليمي الذي يواكب المرحلة التي تأتي به، أي ان هناك أهمية للعلاقات اللبنانية-العربية وللعلاقات اللبنانية-الدولية وللبرنامج الإصلاحي، مع حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على تنفيذ البرنامج الإصلاحي مع صندوق النقد الدولي، وهناك دعوة للبنانيين للاتفاق على اسم رئيس ينسجم مع الجو الإقليمي من دون التفريط لا بسيادة لبنان ولا باحترام الآليات الدستورية في الطائف.