الأربعاء 16 ذو القعدة 1446 ﻫ - 14 مايو 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مفاوضات عُمان.. أمام إيران تنازلات حتميّة

بينما تتواصل المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في عمان، يظل السؤال الأبرز: هل يمكن لهذه المحادثات أن تؤدي إلى اتفاق شامل يعيد الاستقرار للمنطقة؟ في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى معالجة الملف النووي الإيراني، تبقى طهران حريصة على ضمان مصالحها الإقليمية والاقتصادية، وهي مصالح تعتبرها حيوية في استراتيجيتها الدولية.

وفقاً لمصادر مطلعة على سير المفاوضات، تشير عبر موقع “صوت بيروت انترناشيونال”، إلى أن هذه المفاوضات، التي تجرى بعيدًا عن الأنظار وضمن سياق دبلوماسي حساس، قد تكون البداية لمرحلة جديدة من الحوار بين الطرفين. ومع ذلك، من غير المتوقع أن تسفر المحادثات عن نتائج فورية أو حلول جذرية؛ إذ إن الأهداف والتطلعات التي يسعى كل طرف لتحقيقها تتداخل وتتناقض في بعض الأحيان. فواشنطن، من جانبها، تتطلع إلى إحراز تقدم في معالجة الملف النووي الإيراني وضمان عدم امتلاك إيران لهذا السلاح الفتاك، إضافة إلى طي صفحة الأذرع الإيرانية في المنطقة وعلى رأسهم حزب الله، بينما تسعى طهران إلى الحفاظ على نفوذها الإقليمي خصوصًا في دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، لكن هذا الطموح الإيراني بات مستحيلاً في ظل تعرض نفوذها إلى التلاشي وفي ظل الضربات التي قضت على أذرعها، وهي مناطق تعتبرها استراتيجية من أجل تأمين مكانتها في الشرق الأوسط، لكن هذه المعادلة الإيرانية لم تعد قائمة.

تضيف المصادر: “يبدو أن التحديات التي تواجه هذه المفاوضات تتجاوز فقط الخلافات النووية. هناك أيضًا مسألة النفوذ الإيراني في المنطقة، والتي تعد جزءًا أساسيًا من أي صفقة قد يتم التوصل إليها. في الوقت نفسه، تصر طهران على أن أي اتفاق يجب أن يشمل ضمانات اقتصادية، خصوصًا في ظل العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن عليها خلال السنوات الأخيرة، مما جعل الوضع الاقتصادي في إيران يتدهور بشكل كبير”.

وتلفت المصادر، إلى أن النظام الإيراني يواجه ضغوطًا داخلية متزايدة نتيجة للأزمة الاقتصادية الحادة والمظاهرات التي اندلعت على خلفية الأوضاع المعيشية المتدهورة. هذا الضغط الداخلي قد يحد من قدرة الحكومة الإيرانية على تقديم تنازلات كبيرة في المفاوضات. بينما يسعى النظام إلى تحسين الوضع الاقتصادي من خلال رفع العقوبات، إلا أن هناك جبهة من المعارضة الداخلية التي تطالب بالتحقيق في قضايا حقوق الإنسان في إيران، وهو ما قد يعقد من الموقف الإيراني.