حظيت “إسرائيل” بجائزة تريليونية من الثروات النفطية اللبنانية بعد توقيع اتفاق الترسيم البحري بينها وبين السلطات اللبنانية ومن خلفها “حزب الله” برعاية أميركية، بدأت على أثرها بالتصدير حيث جهزت منصاتها وناقلاتها قبل انجاز الاتفاق، الذي وضع اطاره قبل اكثر من 10 سنوات، ولم يخرج من الأدراج إلا عندما نضجت الصفقة، التي بقيت اثمانها ملك الموقعين وراء الكواليس جنيت ثمارها داخل الجغرافية اللبنانية وصولا الى خارج.
لم يستطع الفريق الموقع الحصول على التصفيق لهذا الإنجاز من قبل فريق كبير من اللبنانيين، رغم اعتبارهم انهم اجبروا “إسرائيل” على الخضوع والترسيم، لكن أصحاب الاختصاص وحتى المفاوضين الرئيسيين اعتبروا ان الاتفاق شكل خسارة كبيرة للبنان بعدما تم التنازل عن حقه بالترسيم وفق الخط 29 لاسيما وان الرئيس السابق ميشال عون اكد على تمسك لبنان بالخط 23 البحري كخط رسمي.
اليوم بدأت ملامح ترسيم الحدود البرية من خلال الاشتباك الحاصل بين “إسرائيل” و”خيمتي” حزب الله في تلال كفرشوبا، قام الجيش الإسرائيلي على اثرها بضم الجزء الشمالي من قرية الغجر التي شطرها قرار الأمم المتحدة عام 2000 الى نصفين بما يعرف بالخط الأزرق.
خلال الاسابيع الماضية ارتفعت حدة المواقف والتهديدات المتبادلة بين “إسرائيل” و”حزب الله” والتي تنذر بحلول عسكرية وهو أمر وفق احد المحللين العسكريين المتابع للاستراتيجية التي يتبعها الطرفين منتفية العناصر نظراَ لمسار الاحداث منذ حرب تموز عام 2006 حيث ساد الهدوء على الحدود الجنوبية باستثناء بعض الخروقات والصواريخ المكتومة القيد ظاهرياَ التي كانت تسقط ضمن الأراضي المفتوحة.
اليوم عادت التهديدات بضربة عسكرية إسرائيلية ان لم تزل الخيمتين يقابله رد من “حزب الله” بتراجع “إسرائيل” عن ضم الجزء الشمالي من بلدة الغجر ، ونتيجة إصرار الطرفين على مواقفهما حضر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين صاحب انجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية الى تل ابيب وبدأ جولته الأولى من “المفاوضات” والتي تؤشر الى أجندة باتت جاهزة لوضع ترسيم الحدود البرية على نار التفاوض ، ولكن اللاعبين الذين عقدت لهم عملية املاء شروط التفاوض الرسمية، غابوا عن المشهد بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون وصهره الوزير السابق رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ،الذي كلف النائب الياس بو صعب صديق هوكشتاين عملية التفاوض ومحاولة المقايضة في ما يتعلق بوضعه المتعلق بالعقوبات التي طالته.
بانتظار الخطوة التالية لهوكشتاين بعد زيارته “لتل ابيب” التي تزامنت مع موقف لوزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب الذي أشار الى ان “طرح الترسيم جنوباَ جدي وهو الحل لمختلف الإشكالات على الحدود الجنوبية وهو لا يعني التطبيع”، سبقه تأكيد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي استعداد لبنان للقيام بالترسيم الكامل لكل الحدود الجنوبية “.
من خلال المعطيات التي اوردناها يعتبر مصدر متابع ان “طبخة ” الترسيم وضعت على مسار الانضاج، يبقى السيناريو الذي سيحضر لإنتاج هذا الترسيم وبالطبع سيخضع لشروط “حزب الله” العاجز عن إيصال مرشحه الرئاسي للإطباق على الدولة اللبنانية بشكل كامل من رأس الهرم ، وهذا ما سيدفعه الى تسهيل عملية التفاوض بشكل غير مباشر، يجني ثمارها في الداخل اللبناني والسؤال الذي يطرح ما هي السيناريوهات المطروحة ومن سيتولى انتاج اتفاق ترسيم “كاريش” على الحدود البرية؟!