رجل يمشي بجوار موقع متضرر في منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، لبنان 5 ديسمبر/كانون الأول 2024. رويترز
يدرك اللبنانيون الذين تدمرت منازلهم وقراهم ان اعادة الاعمار لا يمكن ان ينجزوها على نفقتهم الخاصة ، في ظل الوضع الاقتتصادي الحالي الذي فرض نفسه على اللبنانيين بشكل عام وعلى الجنوبيين بشكل خاص ، وهذا ما يفرض انتظار المساعدات الخارجية العربية والخليجية والمؤتمرات الدولية ، وهو امر غير متوفر حاليا قبل بلورة المشهد السياسي في لبنان.
الحكومة اللبنانية التي يرأسها القاضي نواف سلام مازالت في طور صياغة البيان الوزاري ليتم التوافق عليه ويسلك طريقه الى مجلس النواب لنيل ثقته، هذه المرحلة ستشهد مخاضا عسيرا لبيان وزاري يترجم خطاب القسم لرئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون ، ولن يكون نسخة مشابهة للبيانات الوزارية السابقة لاسيما في ما يرتبط بعبارة “جيش شعب مقاومة” التي كان تتصدر مواقف الثنائي “حزب الله حركة امل” والتي غالبا ما تكون عقدة العقد عند صياغة البيانات الوزارية ، وهي لم تدرج بهذه الثلاثية، الا ان طيفها ظلل معظم البيانات منذ توقيع “اتفاق الطائف”.
الرهان اليوم على بيان وزاري لا يطول امد صياغته ، لان التحديات التي تواجه الحكومة كثيرة وما حصل خلال الايام الماضية لناحية اقفال طريق مطار رفيق الحريري الدولي والتعدي على الاملاك وصولا الى الاخطر باحراق سيارة تابعة ل”اليونيفيل” وجرح احد عناصرها بعد التعدي عليه جسديا ، ستكون لها تداعياتها على لبنان لناحية قدرة الدولة على تنفيذ تعهداتها ، تجاه الشعب اللبناني والمجتمع الدولي الذي ابدى استعداده لمساعدة لبنان ضمن شروط وضعتها اللجنة الخماسية (الولايات المتحدة، فرنسا، قطر ، السعودية ، مصر) تنفيذ القرار 1701 بشكل كامل والقرارات ذات الصلة ، تسليم سلاح “حزب الله” للسلطة اللبنانية ، اصلاحات اقتصادية تشمل محاربة الفساد واسترداد الاصول المنهوبة ، اغلاق المعابر غير الشرعية لضمان سيطرة الدولة الكاملة على الاراضي اللبنانية.
ما يجري اليوم من اعمال شغب وتظاهرات على الطريق المؤدي الى مطار رفيق الحريري الدولي الشريان الحيوي الذي يربط لبنان بالعالم ، وهو سيستقبل اليوم نائبة المبعوث الاميركي للشرق الاوسط مورغان اورتاغس، وهذا الامر سيشكل تحدي للزائرة في زيارتها الثانية للبنان وهي التي اعلنت في زيارتها الاولى انها لا تخاف من “حزب الله”.
اليوم “حزب الله” يتحدى الادارة الاميركية عند البوابة التي ستخرج منها مورغان ، وهذا الامر سيشكل تحدي للدولة اللبنانية وقدرتها على منع شل حركة المطار والتعدي على “اليونيفيل” وعلى المواطنين العائدين الى لبنان، بعدما تمكنت من حل قضية اللبنانيين العائدين من طهران ولم يعد هناك من مبرر للتصعيد ، الا ان الامور كما يبدو ستتجه الى منحى تصعيد مع اقتراب موعد الهدنة ، في وقت تصر اسرائيل على الاحتفاظ بخمس مواقع داخل الاراضي التي احتلتها ، فهل ستخرج زيارة مورغا عن اطار الاطلاع على ما تحقق من اتفاق وقف اطلاق النار ام تذهب الى مواقف تصعيدية بعد الاعتداء الذي طال “اليونيفيل”، واستمرار طهران بالتلاعب بمصير لبنان بعدما ايقنت ان عملية التفاوض مع ادارة الرئيس دونالد ترامب حول ملفها النووي انتهت صلاحيتها ، وان عملية ضرب منشآتها النووية حسمت ، بانتظار ساعة الصفر التي ستتطلق صفارتها الولايات المتحدة .