الجمعة 17 ذو الحجة 1446 ﻫ - 13 يونيو 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مناورات طهران النووية مستمرة وسط صراعات داخلية ومصير تفاوضي معلق!

تمرّ “ثورة الخميني” بأصعب مراحلها بعد أربعة عقود من الحكم الذي تميز بالقمع الداخلي والتوسع الإقليمي. وقد شكلت أحداث 7 أكتوبر 2023 في غزة، بالإضافة إلى اغتيال قاسم سليماني، بداية لتحديات وجودية تواجه النظام الإيراني.

تواجه إيران أزمة حقيقية، تتفاقم مع تقلص الخيارات المتاحة لإنقاذ النظام، بسبب تفكك محورها وتلاشي نفوذها في العواصم العربية. وتصاعدت الاحتجاجات الداخلية منذ مقتل مهسا أميني في سبتمبر 2022، وسط حصار اقتصادي خانق. وتشير التسريبات إلى أن الأوضاع قد تخرج عن السيطرة، في ظل انقسامات حادة داخل النظام، خاصة بين الحرس الثوري والمتشددين الرافضين للمفاوضات النووية.

تتركز الأنظار اليوم على أي جولة مستقبلية من المفاوضات، في ظل صراع داخلي محتدم. والثابت الوحيد للنظام هو “الحفاظ على بقائه في السلطة”، حيث يعتبر الملالي برنامجهم النووي “مفتاح بقائهم”. ويحذر مراقبون من أن أي اتفاق يجب أن يهدف إلى تفكيك القدرات النووية الإيرانية بالكامل ودون رجعة.
حرب السلطة داخل النظام

يتخبط النظام الإيراني في أزمة داخلية عميقة، تتجلى في حرب السلطة بين أجنحته المتصارعة. وتتفاقم الانقسامات حول إدارة الأزمات الاقتصادية والمفاوضات النووية. النظام، الذي يعاني من انهيار اقتصادي بسبب العقوبات والفساد، يواجه صراعًا بين الحكومة، المتشددين، والمؤسسات الدينية.

المفاوضات النووية، التي تُعتبر أمل النظام الوحيد لتخفيف الضغوط الاقتصادية، أصبحت مصدرًا جديدًا للانقسام. يخشى المتشددون من التنازلات، بينما يدفع الواقعيون نحو التسوية. وتكشف هذه الصراعات عن ضعف هيكلي وحالة رعب تسيطر على القادة، الذين يدركون أن الفشل قد يؤدي إلى انفجار شعبي.

في وقت ينتظر العالم نتائج المفاوضات المتوقفة، صرح الرئيس ترامب خلال زيارته الأخيرة للخليج بأنه مستعد لعقد صفقة مع إيران، لكنه توعد بممارسة “أقصى قدر من الضغط” إذا استمرت طهران في “مهاجمة جيرانها”، مقدمًا لها خيار “مستقبل أكثر إشراقًا” إذا تخلت عن طموحاتها النووية.

وقد نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تلقي بلاده أي مقترحات مكتوبة من الولايات المتحدة، واصفًا الرسائل الأمريكية بـ”المربكة والمتضاربة”. وجدد عراقجي التأكيد على موقف إيران الداعي إلى احترام حقوقها ورفع العقوبات، مع التمسك بحقها في تخصيب اليورانيوم السلمي.

في المقابل، أصر الرئيس ترامب على أن إدارته قدمت اقتراحًا لإيران بشأن برنامجها النووي، وصرح بذلك أثناء صعوده إلى طائرة الرئاسة “إير فورس وان” بعد انتهاء زيارته للإمارات العربية المتحدة. وحثها على “التحرك بسرعة” فيما يتعلق بالمقترح المقدم، محذرًا من “أن أمورًا سيئة ستحدث إذا لم تفعل ذلك”.”

وسط هذا المشهد الضبابي، يتساءل المراقبون عن مدى صبر الرئيس ترامب، الذي يسعى إلى تحقيق مشاريع اقتصادية في المنطقة تتطلب استقرارًا أمنيًا.

ومع عودته إلى الولايات المتحدة، ستعود الأنظار منصبة على ملف التفاوض. فهل سيبقى مصير المفاوضات النووية الإيرانية معلقًا وسط صراعات داخلية متصاعدة، وشروط أمريكية حاسمة وقاسية؟ وهذا ما يجعل الخيارات الإيرانية صعبة، فهي الفرصة الأخيرة، “لأن العرض لن يدوم إلى الأبد”.