رئيس مجلس النواب نبيه بري
منذ لحظة وصول القاضي نواف سلام إلى سدة رئاسة الحكومة ، لم يستسغ “الحزب” هذا التطور، وظل يترقب “على الكوع” أي خطوة قد يقدم عليها سلام بخصوص ملف سلاح “الحزب” أو أي قضية تتعلق بمعتقداته الأيديولوجية المرتبطة بإيران، وإذ جاءت اللحظة الحاسمة عندما رصد “الحزب” تصريحاً لسلام قال فيها: “زمن تصدير الثورة الإسلامية انتهى”، وغيرها من التصريحات، هنا، انقض “الحزب” على سلام سياسياً، ووجد في هذا التصريح مدخلاً مثالياً لشن هجوم سياسي عليه.
في السياق، تعتبر مصادر معنية بالكباش الحاصل بين “الحزب” ورئيس الحكومة نواف سلام أن “قلوب الحزب المليانة” هي التي أوصلت الأمور إلى هذا المستوى من التوتر، فإصرار رئيس الحكومة على مبدأ احتكار الدولة للسلاح، وهو ما يتوافق مع الدستور والقوانين اللبنانية، أثار حفيظة “الحزب” بشدة، هذا الإصرار دفع “عين الحزب” إلى أن “تحمرّ من سلام”، وفقاً للمصادر، ونتج عنه خلاف عميق كاد أن يدفع “الحزب” إلى التفكير بالانسحاب من الحكومة.
لكن، يبدو أن بعض القيادات والمسؤولين داخل “الحزب” حذروا من هذه الخطوة غير المحسوبة، واعتبروها خطوة غير موفقة قد تفقد “الحزب” العديد من المميزات والمكاسب، خاصةً وأن لبنان يقف على أبواب الانتخابات النيابية، وفي هذا التوقيت الحساس، قد يؤدي الانسحاب من الحكومة إلى إضعاف موقف “الحزب” سياسياً وشعبياً، وقد يقلل من نفوذه في المشهد السياسي المقبل.
وفقاً للمصادر، طغت “الرؤوس الباردة” داخل “الحزب” على “الرؤوس الحامية” التي كانت تدفع باتجاه التصعيد، إذ تشير المصادر، في حديث لموقع “صوت بيروت انترناشيونال”، إلى أن مجلس شورى “الحزب” سارع إلى طلب النجدة عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، والهدف ترقيع ما يمكن ترقيعه في العلاقة المهزوزة بين “الحزب” ورئيس الحكومة.
وتشدد المصادر على ان الرئيس بري أدار محركاته كالعادة لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر، وبالفعل، عمل على تخفيف الاحتقان بين الطرفين، وقد اشترط على “الحزب” التخفيف من حدة التصريحات الإعلامية والخطابات التي تضر بالحكومة ورئيسها، مؤكداً أن “مش وقتها” لإثارة المزيد من الأزمات والخلافات العلنية، خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة التي تسبق الانتخابات.
وترى المصادر، أن الهدنة الهشة بين “الحزب” ورئيس الحكومة ستبقى هشّة، ويبدو أن العلاقة بين الطرفين ستبقى على صفيح ساخن، مع استمرار التوترات الكامنة التي قد تنفجر في أي لحظة، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية وتصاعد الضغوط الداخلية والخارجية.