انتهى عهد الرئيس الأميركي جو بايدن تاركاً خلفه الكثير من الملفات المثقلة بالحروب، من أوكرانيا إلى السودان وغزة ولبنان، وشرق أوسط يغلي ويقف على فوهة بركان مهدد بالانفجار في أي لحظة، انتهت إدارة بايدن من دون الوصول إلى هدنة في غزة، ومن دون الوصول إلى وقف إطلاق نار في لبنان.
مصادر دبلوماسية تعتبر أن عدم تحقيق الهدوء ليس فشلاً من قبل الولايات الأميركية المتحدة، بل برغبة منها غير معلنة بعدم وجود النية لوقف الحروب المندلعة، كما أن ضعف إدارة بايدن والتي استغلها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جيداً، أدت إلى توسيع الحرب، كما أن ضعف البصيرة لدى إيران ساهم بفتح شهية إسرائيل على الاستمرار في الحروب.
وتضيف المصادر لموقع “صوت بيروت إنترناشونال”، الحرب ستطول، لأن العوامل التي أدت إلى اندلاعها لم يتم حلّها، فبايدن لم يبادر إلى إيجاد الحلول، ومعالجة الأسباب، فهو عمل وفقاً لسياسة لم تؤدِ إلى نتيجة، والحرب في لبنان أكبر دليل على ذلك، فالموفد الأميركي آموس هوكشتاين فشل بعد زيارات عدة إلى لبنان من التوصل إلى حل في ما يخص جبهة الجنوب، وفي المقابل، لم يستطع انتزاع موقف من إسرائيل، ونتنياهو لا يزال يصر على الحرب حتى تحقيق الأهداف التي وضعها.
وتشير المصادر، إلى أنه بانتظار نتائج الانتحابات سيبقى المشهد على حاله، فالرئيس الأميركي المقبل بغض النظر عن هويته، سيتولى منصبه بشكل رسمي في شباط، ونحن أمام وقت ضائع كبير، ويستغله نتنياهو حتى آخر لحظة، كما أن المشهد اكتمل من ناحية سياسة المرشحين كاملا هاريس ودونالد ترامب في موضوع السياسة الخارجية والحرب الدائرة في غزة ولبنان، ورؤيتهما للشرق الأوسط، فهاريس ربما ستكون أقل عنفاً من ترامب، لكن حكماً ستعمل وفقاً لمصلحة إسرائيل، وأي اتفاق لا يؤمن مصالح إسرائيل لن تسير به، في حين أن ترامب سيكون بمثابة الداعم الأساسي ومن دون أي ضوابط لسلوك إسرائيل، وسيطلق بدها حتى تحقيق أهدافها، وهذا يدل على أننا في وسط عاصفة لا تنتهي في الوقت القريب، وأن الأيام المقبلة هي للتصعيد، إلا في حال حصل شيئ ما خارج عن إرادة الأطراف المتنازعة.