كان واضحاً ساكن البيت الأبيض الجديد دونالد ترامب قبيل انتخابه حين قال أنه يريد أن ينشر السلام في لبنان وأن يعم هذا البلد السلام، وكانت رسالته للبنانيين واضحة لا لبس فيها، كما أن ترامب ينظر إلى الشرق الاوسط بنظرة مختلفة عن سلفه جو بايدن الذي سيغادر المكتب البيضاوي بعد شهرين ليسلّم شعلة الحرية إلى ترامب.
مصادر مقربة من الحزب الجمهوري والتي شاركت بوضع مشاريع ترامب الرئاسية، تعتبر أن ترامب على إطلاع واسع ودقيق في الشأن اللبناني، وهو كان قد اختبر هموم اللبنانيين وهواجسمهم خلال فترة توليه الرئاسة، وكانت له سلسلة قرارات في عهده عززت الاستقرار في الشرق الاوسط، لكن الإضافة التي تمت، هي من قبل صهره اللبناني الأصل، والذي ساعد ترامب على الدخول في صلب الهموم اللبنانية وتفاصيلها، خصوصا تلك المتعلقة بحزب الله، وسلوك المنطومة الحاكمة، والطريقة التي تتم فيها التعامل مع الاستحقاقات في لبنان”.
تؤكد المصادر عبر موقع “صوت بيروت انترناشيونال”، أن لدى ترامب قناعة تامة بأن يكون هناك تغيير حذري في السياسة اللبنانية، وتطوير نظام الحكم فيه، والذي بات لا ينسجم مع تطلعات اللبنانيين الذين يعتبرهم ترامب شعب معطاء ومبتكر ولديه كفاءات كبيرة، وهو قد عاشر واختبر العديد من اللبنانيين في اميركا، لذلك، ينظر ترامب إلى ضرور وضع حد لمعاناة اللبنانيين، وانهاء كل ما يعكر مسيرة بناء دولة قوية.
تضيف المصادر، “إضافة إلى دعم الجيش اللبناني الذي يعتبره ترامب ركيزة أساسية لأي تغير على طريق بناء الدولة، وتمكينه من حماية لبنان وفرض السيطرة على كافة أراضيه، بعتبر ترامب ان حزب الله عقبة أساسية ويجب انهاء الحالة المسلحة، ووضع حزب الله على طريق السياسة كبقية الاحزاب اللبنانية، وقطع طريق إيران عليه، لينخرط في المجتمع اللبناني، لكن كل هذا يرى ترامب أنه لا يتحقق إلا من خلال سلة متكاملة تبدأ من صنع السلام في الشرق الأوسط، وإضعاف إيران، وتقليم اظافرها، وهي من ضمن الأولويات لدى ترامب التي سيعمل عليها بكل قوة وبلا هوادة، خصوصاً أن الظروف مؤاتية”.