الأربعاء 25 شوال 1446 ﻫ - 23 أبريل 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هلع داخل صفوف حزب الله.. الحركة مشلولة!

يعيش حزب الله حالة من القلق والخوف في هذه المرحلة الدقيقة، حيث يهيمن على أوساطه السياسية والعسكرية شعور بالترقب الشديد لما يحدث في غزة، التي عادت مجددًا إلى خضم الحرب،وتأتي هذه الأجواء السائدة داخل الحزب على خلفية القلق من أن إسرائيل قد تُقدم على شن حرب جديدة في لبنان في أي لحظة، إلا أن القلق الداخلي للحزب هذه المرة لا يتعلق فقط بالحفاظ على استقرار لبنان، بل يرتبط بشكل أساسي بالحفاظ على ما تبقى له من قيادات بارزة تم تعيينها في الصف الأول، وهو ما يثير المخاوف من استهداف هذه القيادات، كما حدث في الحرب الأخيرة.

بحسب المعلومات المتوفرة لموقع “صوت بيروت إنترناشونال”، يعيش الحزب في حالة من شلل شبه تام على جميع الأصعدة. اجتماعاته توقفت، وحتى لقاءاته الداخلية باتت في الحد الأدنى، إذ تكاد لا تحدث تجمعات، ما يشير إلى حالة من الفوضى التنظيمية، جرت العادة أن يُعقد نقاشات بين قادة الحزب لبحث خطط استراتيجية، لكن اليوم، تقتصر تحركات الحزب على بعض المهام المحدودة مثل نقل الأسلحة الخفيفة تحت طابع سري، حيث يسير المسؤولون وفق تعليمات محددة للغاية، في ظل رقابة مشددة من الطائرات الإسرائيلية المسيّرة التي تواصل مراقبة أجواء لبنان باستمرار.

وقد وصل الأمر إلى حد أن الحزب أوقف استخدام الهواتف الذكية مجدداً، لتجنب التجسس والمراقبة الإلكترونية، حتى التواصل عبر الوسائل التقليدية بات مقطوعاً، ولا رسائل ولا معلومات بين قادته وعناصره. هذا التراجع في حركة المسؤولين واستراتيجية التواصل يعود بشكل رئيسي إلى شعور الحزب بالخطر الداهم، الذي قد يستهدف قياداته من قبل إسرائيل، وهو ما يفسر التوقف التام للأعمال الميدانية، باستثناء بعض التحركات المحدودة.

وفقاً للمعلومات، في وقت سابق، كان الحزب يروج لموقفه الأخلاقي تجاه دعم غزة، حيث ادعى أن قراره بإسناد الفلسطينيين لم يكن تحت أوامر إيرانية، بل كان نابعاً من “واجب أخلاقي” كما أصرّ مرارًا، ومع ذلك، يبدو أن الحزب بدأ يتراجع عن هذه المقولة. فاليوم، يضع الحزب السياسة والمصالح الشخصية في المقام الأول، متخليًا عن تلك القيم الأخلاقية التي كان يتبناها في الماضي، كما تشير المعطيات إلى أن الحزب بات الآن أكثر اهتمامًا بالحفاظ على كوادره القيادية والحد من التهديدات العسكرية التي قد تواجهها، حتى لو كان ذلك يعني التقليل من دعمه للمعركة الفلسطينية أو حتى التنحي عن مقاومة إسرائيل، التي لا تزال جالسة بالقرب منه على التلال الخمس.

هذه التغييرات في سلوك الحزب تعكس حجم التوترات الداخلية التي يعاني منها. فبينما يواصل الحزب تبرير مواقفه بالمصالح الإقليمية، يبدو أن أولوياته تتغير الآن، حيث بات يخشى على مصير قادته وعناصره أكثر من أي وقت مضى.