أتى الرد، وبعيداً عن نتائجه غير الملموسة والتي لم تشر إلى أي مقاطع فيديو تظهر حجم الخسائر، إلا أن القراءة لما حصل يشبه الرد الإيراني على مقتل سليماني، أو الرد الإيراني على استهداف السفارة الإيرانية في دمشق، وهذا واضح من طريقة الرد التي حصلت والتي تدل على انها كانت شكلية لحفظ ماء وجه محور طهران.
أما وحدة الساحات، لم تنجح بالخروج برد ساحق كما توعد الحوثي، فأتى الرد بشكل منفرد، وعدم توحيد الساحات أدى إلى إضعاف الرد الذي لطالما انتظره جمهور محور إيران، والتهديدات التي سبقت عملية الرد، ونشر بيانات تتحدث عن دمار إسرائيل وتلقينها درساً قاسياً على تجاوزها الخطوط الحمراء.
مصادر دبلوماسية أكدت أن رد حزب الله كان مدروساً ومتوقعاً وقد علمت به واشنطن قبل حدوثه، ومن المرجح أن تكون طهران قد أبلغت الدول المعنية برد الحزب على استهداف فؤاد شكر لأسباب عديدة أهمها عدم انزلاق إيران بحرب شاملة.
تقول المصادر الديبلوماسية عبر موقع “صوت بيروت انترناشونال”، إن “الرد الذي حصل يدل على أن هناك استعدادات وتشاورات سبقت توقيت الرد، وأن إيران كانت على علم بكافة تفاصيلها، لا بل وضعت اللمسات الأخيرة على الخطة، لضمان عدم تهور الحزب بالرد وتوريط إيران بحرب لا تريدها وغير مستعدة لها، بل أرادت طهران أن تحفظ ماء وجه الحزب أمام جمهوره، وفي الوقت عينه، عدم الرد بطريقة قد تؤدي جر المنطقة إلى مواجهة مع أمريكا خصوصاً بعد الحشد العسكري التي قامت به واشنطن ونجحت بامتصاص فورة أذرع طهران ولجم التهديدات التي صدرت عنهم”.
وتضيف المصادر الدبلوماسية ذاتها، أن “إيران تريد امتلاك النووي، وهذا الهدف الأساس لكل ما تقوم به من مضايقات في الشرق الأوسط، وتريد العودة إلى المفاوضات من أجل انهاء الملف النووي، وهي تنتظر الانتخابات الرئاسية الأميركية لتبني على الشيء مقتضاه، بالتالي، لن تسمح لأذرعها بالتمادي، أو الإقدام على أي عمل عسكري وأمني يفشل طموحها النووي، ومن المرجح أن تكون إيران أبلغت مسبقاً عن الرد”.