الأحد 25 جمادى الأولى 1445 ﻫ - 10 ديسمبر 2023 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل سيبقى لبنان آخر دولة توقع السلام مع إسرائيل؟

بعد التطور الأخير والإيجابي على خط العلاقات السعودية-الاسرائيلية، تُطرح أكثر من علامة استفهام حول السرعة التي سيتم من خلالها التحاق الدول العربية الأخرى التي لم تقم بعد علاقات مع إسرائيل. ومن بين هذه الدول لبنان الجار لإسرائيل، والذي له وضعيته الخاصة داخلياً وخارجياً بالنسبة الى موضوع إسرائيل بالتحديد.

لا شك أن التطور السعودي-الاسرائيلي له وقعه عربياً كون المملكة هي المفتاح الأساسي في إرساء التوجهات ولها تأثيرها الكبير على العرب، وفقاً لمصادر ديبلوماسية عربية بارزة. وهي قالت لـ”صوت بيروت انترناشونال” أن لبنان الآن لن يقوم بأية خطوة ما دام ليس لديه رئيس للجمهورية. لكن بعد انتخاب رئيس والمتوقع خلال المدة الفاصلة من الآن وحتى شباط المقبل، فإن لبنان لا يزال يتمسك بمعادلته السابقة والسارية، انه آخر دولة عربية توقع سلاماً مع إسرائيل. العرب أولاً، ثم لبنان أخيراً.

وعلى الرغم من اتفاق الترسيم البحري وما أشار اليه من تفاهم لبناني داخلي، ولبناني بكل المقومات اللبنانية، على أهمية الاستقرار على الحدود الجنوبية، وهذا الاستقرار مع استعادة الحقوق سيفتح آفاقاً كبيرة، فإن لا بحث بعلاقات مع إسرائيل قبل حصول لبنان على حقوقه في الحدود البرية.

ولبنان لن ينقسم على مسألة حقوقه، لكنه قد لا تكون مكوناته منسجمة تماماً، بعد الحصول على الحقوق، على موضوع العلاقات مع إسرائيل، وهذا يبقى رهن ظروفه وظروف المنطقة والتوجهات الدولية-الاقليمية.

اذاً، حدود لبنان البرية مُرَسَّمة أصلاً، لكنها تحتاج أن تنسحب إسرائيل من النقاط ال١٣ على الخط الأزرق وهي موضع اشكال. كما ويجب انسحابها من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي للغجر أو ما أطلق عليه خراج بلدة الماري، وهناك أراضٍ لبنانية لا تزال إسرائيل تحتلها، وعليها الانسحاب منها، ومن ثم التفكير بموضوع العلاقات معها. ومن دون حل مسألة الاحتلال الإسرائيلي، لن يحصل شيء على مستوى إقامة العلاقات، وعلى المدى البعيد، الولايات المتحدة الأميركية تريد علاقات عربية كاملة مع إسرائيل.

من هنا لجأ المبعوث الرئاسي للطاقة آموس هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة للبنان الى جس نبض المسؤولين حول امكان لعب واشنطن دوراً في مسألة تسوية الأمور البرية العالقة بين لبنان وإسرائيل.

فالاستقرار الإقليمي يهم واشنطن، ولن يكون لبنان ممانعاً لهذا الاستقرار اذا شمل احقاق حقوقه. فهو ساهم في استقرار البحر، وسيتبع المنهج نفسه مع استقرار البر.

واذا ما حصل تفاهم على البر بعد البحر، واذا انتقل لبنان إلى حالة سلام مع اسرائيل لاحقاً، فما هو مصير سلاح “حزب الله”؟

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال