لا تعتبر مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، أن هناك اختلافًا في الرأي أو خلافًا أميركيًا – فرنسيًا داخل اللجنة الخماسية أو خارجها، بالنسبة إلى الملف اللبناني. وكل ما في الأمر، وما أشير إليه خلال اجتماع اللجنة على هامش افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، هو أنّ هناك نية دولية ورغبة حاسمة في الانتهاء من الشغور الرئاسي في لبنان.
فرنسا، بحسب المصادر التي أوضحت لـ “صوت بيروت إنترناشونال”، قامت بالمبادرة، لا سيما التي تم تسويقها من خلال الدور الذي لعبه الموفد الرئاسي جان إيڤ لودريان، كانت تصب في هدف إنهاء الشغور. والسفيرة الفرنسية لدى الأمم المتحدة تحدثت عن هذا الدور خلال اجتماع اللجنة الخماسية.
أما ممثلو الدول الأخرى في اللجنة، لا سيما السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سألوها إلى أي مدى زمني ستبقى المبادرة الفرنسية مفتوحة وقائمة. وفي رأيها أنه يجب أن توضع مهلة زمنية لها، لأن الأمور لا يمكنها أن تبقى كما هي الحال الآن إلى ما لا نهاية. فالمساعدات إلى لبنان لن تكتمل إلا في ضوء حل سياسي متكامل وإصلاحات على كافة المستويات. لذلك إن الاستحقاق الرئاسي له الأولوية في هذا السياق. من هنا أهمية وجود مهلة زمنية للاستحقاق، ومهلة زمنية للمبادرة الفرنسية.
اللجنة لم تُصدر بياناً، إذ أنّ الجو العام الذي ساد اللجنة هو أن الأميركيين بهذا الموقف أفهموا الفرنسيين أنّ مبادرتهم لم تنجح، وإن لم يقولوا ذلك بصورة مباشرة، وإن لم يعتبروا أمامهم أن المبادرة ربما تكون قد فشلت، لأنها حتى الآن لم تؤدِ إلى أي شيء، في حين أن الدورة البرلمانية في لبنان تنتهي بنهاية أيلول.
وتكشف المصادر، أن السفيرة الفرنسية لدى الأمم المتحدة سُئلت عن اعتقادها إلى أي مدى بلادها قادرة أن تعلن عن موعد زمني للوصول إلى انتخاب رئيس، بموجب المبادرة، لكنها لم تُجب. وبالتالي، يعتبر الأميركيون أنّ المبادرة الفرنسية حتى الآن لم تتمكن من الالتزام بشيء على مستوى الرئاسة اللبنانية، وأن الحوار الداخلي في لبنان لن يكون نافعًا، لأنه لن يؤدي إلى انتخاب رئيس.
الأسئلة المطروحة لدى المصادر في ضوء هذه الوقائع، هل أطلق الأميركيون رصاصة الرحمة على المبادرة الفرنسية؟ وهل في الأفق نواة مبادرة جديدة يعمل لها الأميركيون؟ وما مستقبل الوضع اللبناني، هل سيكون متروكًا دوليًا، أم على العكس، فإن الظروف السياسية والاقتصادية المأساوية ستحتّم على الدول إيجاد مبادرة جديدة في ظل المعطيات الجديدة التي برزت على الخط الأميركي – الإيراني من صفقة تبادل السجناء، ورفع الحظر الأميركي عن ستة مليارات دولار للإيرانيين. ثم على الخط السعودي -الإيراني في ما خص المسألة اليمنية، التي تذهب إلى مزيد من اتجاهات الحلحلة؟ مرورًا بالرياضة من خلال المباراة السعودية – الإيرانية على أرض طهران؟