الأربعاء 3 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 4 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل نضجت خرائط الشرق الأوسط الجديد؟!

عندما تذكر عبارة “الربيع العربي” والتي تبينت بأنها مجرد “خريف” ضرب بعض الدول، لا بد من استعادة بدايته التي لم يخطط لها الشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي أضرم النار بنفسه في ١٧ من كانون الأول من العام ٢٠١٠ دفاعا عن لقمة عيشه، فكانت الشرارة التي اشعلت معظم المدن التونسية، وانتقلت الى بلدان أخرى، وكانت مصر الوجهة التي قلبت الحكم لصالح الإخوان المسلمين، يوم تربع محمد مرسي على رأس جمهورية مصر حاصدا دعما اميركيا بواسطة وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك هيلاري كلينتون.

لم يكن خفيا دعم كلينتون لمرسي من خلال المراسلات التي تم نشرها، اثبت من خلالها هذا التعاون والمحادثات التي عرضت من خلالها كلينتون التعاون لإصلاح جهاز الشرطة المصرية، وموقفها الذي اعتبرت فيه فوز مرسي “خطوة نحو مزاعم تحقيق الديمقراطية وتمكين الاخوان للابد” وغيرها من الوثائق التي تدعم هذا المشروع الذي انتهى بالإطاحة بمرسي.

مع انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة عادت الحرارة الى العلاقات بين الأخيرة والدول العربية والخليجية، وتغير ت المسارات في المنطقة وازداد التعاون العسكري والاقتصادي والتي تزامنت مع محاولات لحل القضية الفلسطينية، إلى أن انتهت ولاية ترامب وفاز الديمقراطيين من خلال مرشحهم الرئيس جو بايدن الذي توجت ولايته بجر روسيا الى حرب بمواجهة أوكرانيا مازالت تستنزف الطرفين ومعهم أوروبا بأكملها.

هذه الحرب خلطت أوراق التحالفات في المنطقة وتسللت الى الشرق الأوسط والخليج العربي وصولا الى المعضلة الأساسية التي ترتبط بالقضية الفلسطينية، وحاضنتها العربية الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية من خلال مبادرتها للسلام التي حمل مشعلها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من خلال إصراره على مبادرة حل الدولتين، الا ان احداث ٧ تشرين الأول أطاحت بهذا المسعى بعدما سخرت “اسرائيل” آلتها العسكرية لتدمير قطاع غزة وقضمه من الجهة الشمالية، واكملت باتجاه وسطه وجنوبه ،لدفع الناجين من أهالي القطاع باتجاه الحدود المصرية.

هذا المشهد يؤشر الى نوايا بنيامين نتانياهو يوم رفع خريطته خلال خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الفائت والتي مسح منها فلسطين ، وهذا ما يدلل على ان احداث ٧ تشرين دفعته الى تنفيذ احلامه التي تعود الى العام ٢.٢٠ حين تعهد بخلق شرق أوسط جديد وفق المصدر.

ويختم المصدر بالتذكير بالمواقف التي كانت تشير بشكل واضح وجلي الى خرائط جديدة تعد للمنطقة وابرزها ما ورد على لسان نائب الرئيس الأميركي ديك شيتي عام ٢٠٢٠ حين استخدم في خطابه الذي القاه امام جمعية العلاقات الخارجية الأميركية عبارة ” الحاجة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط من أجل إنشاء منطقة أكثر استقرارا وديمقراطية فهل نضجت هذه الخرائط ام انها مازالت بحاجة الى مزيد من الدماء لكي توضع موضع التنفيذ؟!.