الرئيس المكلف نواف سلام. رويترز
عاش اللبنانيون فرحة عارمة منذ إعلان فوز الرئيس جوزاف عون برئاسة الجمهورية، ضاعفها نص خطاب القسم الذي يلبي طموحات اللبنانيين، وبدأ تنفيذ بنوده بسرعة بتعيين موعد الاستشارات لتكليف رئيس للحكومة اللبنانية بمواصفات تتناسب مع المرحلة الجديدة بناء على ما ورد في خطاب القسم، لاسيما فيما يرتبط بحصرية السلاح بالدولة اللبنانية ومحاربة الفساد وغيرها من العناوين.
انطلق الرئيس المكلف نواف سلام في استشاراته باندفاعة كبيرة، إلا انه اصطدم بعوائق عديدة وان لم يفصح عنها، يمكن تلمسها من خلال الزيارات المتكررة إلى القصر الجمهوري، وسط ضبابية مغلفة بإيجابية من خلال التصريحات التي يدلي بها من على منبر بعبدا.
الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس المكلف لقصر بعبدا ،شدد فيها على رفضه المحاصصة قائلا :” أؤكد التزامي بالمبادئ التي حددتها في كلمتي الأولى وكنت ولا أزال ضد المحاصصة” ، مذكرا بانه فقط من سيختار تشكيل الحكومة”، وهو أمر يعول عليه الشعب اللبناني لبدء مسيرة تنفيذ بنود خطاب القسم.
رغم التأكيدات التي يكررها الرئيس المكلف نواف سلام، الا ان التسريبات الاعلامية حول العقد التي تعيق ولادة الحكومة، فيما يرتبط بمشاركة الاحزاب وتوزيع الحقائب، ضمن الاطر التي كانت سائدة في العهود السابقة لاسيما فيما يرتبط بحقائب كانت محتكرة بفريق معين، وان هناك شروط لتسهيل ولادة الحكومة ترتبط بمكاسب بعض الافرقاء، مع تسريب العديد من الاسماء التي توحي بأن تغيير النهج الذي كان متبعا خلال تأليف الحكومات السابقة يواجه صعوبة، وما يزيد الامور شكا هو عدم الافصاح عن العقد التي تعيق اعلان التشكيلة الحكومية، رغم نفي الرئيس المكلف لجميع التسريبات حول الاسماء التي يتم تداولها، وهذا ما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول مكامن العرقلة، وان كانت ترتبط بابقاء القديم على قدمه بما يرتبط بتمثيل الثنائي الشيعي “حركة امل- حزب الله” بالحقائب التي كانت معقودة على وزرائه ، تصدرهم المالية والاشغال .
مصدر متابع لحراك الرئيس سلام يرى ان اللوائح الاسمية للوزراء ستتحدد بناء على توزيع الحقائب على الافرقاء ان تم التوافق على ان يكون التمثيل فيها بين الاحزاب، وان اعتمد مبدأ حكومة تكنو – سياسية فهي ستخضع ايضاً للمعايير نفسها، لان التجارب السابقة حول مشاركة اسماء غير حزبية لم تشكل ضمانة لاستمراية العمل الحكومي والشواهد عديدة.
من جهة أخرى يبدي المصدر خشيته من ان التأخير في اعلان التشكيلة الحكومية قد يكون بانتظار دعما ومساهمة عربية خليجية لتذليل العقبات من جهة ، في حين يبدي تخوفه لناحية اقتراب موعد انتهاء الهدنة ، التي ستقدم اللجنة التي يرأسها الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز تقريرها حول مدى التزام الطرفين اللبناني والاسرائيلي ببنود اتفاق وقف اطلاق النار، وهذا الامر يدعو الى القلق في ما يرتبط بعدم انسحاب الجيش الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية رغم التطمينات الاميركية، والمماطلة بحجج ترتبط بأمنها من خلال زعمها ان البنى التحتية العسكرية لحزب الله لم تدمر كلياً.
يبقى الرهان اليوم على الدعم الأميركي والعربي لتثبيت الهدنة وخروج الجيش الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها جنوب لبنان ، وولادة حكومة تؤمن ثبات هذه الهدنة من خلال فرض سيطرة الجيش اللبناني على كامل الأراضي الجنوبية .