ترتفع يوماً بعد يوم مخاطر اندلاع حرب شاملة بين الحزب وإسرائيل مع انخفاض فرص نجاح المفاوضات من أجل الوصول إلى تهدئة بين الطرفين، وكلما تضاءلت فرص النجاح يخطو لبنان خطوة نحو المواجهة الدامية التي لا نصب في مصلحة أحد، خصوصاً أن الحزب ليس بوضع جيد ويمر بأوقات صعبة للغاية، وسط حديث عن خلافات داخلية.
مصادر دبلوماسية عربية استكشفت الوضع الإقليمي واطلعت على معلومات كافية جعلتها تدق ناقوس الخطر، مبدية خشيتها من المسار الذي يسلكه لبنان عبر الذهاب نحو الهلاك برجليه عن طريق حزب الله الذي وقف حائراً بين خيار المواجهة أو التخلي عن جبهة الإسناد، ما ينعكس سلباً على مصير الحزب ومستقبله الذي بات على المحك.
تكشف المصادر عبر “صوت بيروت إنترناشونال”، عن أن هناك شبه إجماع دولي على أن ما يحصل في لبنان مختلف تماماً عن عزة، فالتعاطف الذي تحظى به غزة غير موجود حول لبنان، لأن حزب الله قرر منفرداً الدخول في حرب ليست حربه، وهذا الأمر تعتبره الدول الغربية تعدي سافر، لكن حزب الله لم يكن في وارد السيناريو القائم حالياً، وكان يعتقد بأن الحرب على عزة لن تطول، لأن هناك أسرى وستسرع إسرائيل لإبرام صفقة عاجلة مع حركة حماس، لكن حسابات حزب الله وإيران، لم تطابق بيدر الدول الغربية، ودخل حزب الله في دوامة كبيرة لم يعد قادر على الخروج منها من دون خسائر.
وتضيف المصادر ذاتها، “طالت الحرب، وبات الحزب يشعر بحرج تام، وهذا الحرج والارباك انسحب على المواقف الايرانية التي لم تحسب حساب الحرب جيداً، وبدأت تتردد من خوضها خوفاً على مصالح ايران، ووجدت نفسها مضطرة إلى مغازلة اميركا والدخول في صفقة تحفظ ماء الوجه، لكن محاولاتها لم تنجح لغاية الآن، من هنا تخشى المصادر من أن يكون لبنان دخل في المواجهة الشاملة بحيث يكون مشهد لبنان المقبل شبيهاً بغزة”.