الأربعاء 3 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 4 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل يستنسخ نتنياهو تجربة الهدنة في غزة ويسقطها على لبنان ؟!

وسط ضغوط الاطراف الدولية لتنفيذ بنود اتفاق وقف اطلاق النار بناء على الورقة التي تقدمت بها الولايات المتحدة الاميركية ، يبقى نص المقترح في عهدة الطرف اللبناني المتمثل برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وحكومة الكيان التي يرأسها بنيامين نتانياهو.

تعددت التسريبات حول مضمون هذا الاتفاق الذي يعتبره البعض هدنة، غير ان المواقف التي رصدت حول هذا الاتفاق لاسيما من الجانب اللبناني حيث اعتبر رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة ” النائب محمد رعد ان “حزب الله” مستعد للقبول بأي طرح يحقق الحد الادنى من حماية لبنان من تهديدات اسرائيل ، تؤشر الى ان الامور متجهة نحو الايجابية مع دعم ايراني وفق ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن عضوين في الحرس الثوري الايراني ان المرشد الاعلى علي خامنئي “اعطى الضوء الاخضر لحزب الله لوقف النار” ، رغم انه سبق ان اكد في وقت سابق ان اهالي غزة ولبنان “لا يملكون خيارا آخر سوى اللجوء الى الكفاح المسلح كرد فعل على الجرائم التي يرتكبها العدو”.

بانتظار توقيع الاطراف المعنية على بنود هذا الاتفاق المنتظر وضعه موضع التنفيذ يوم غد ، تبقى العيون شاخصة على الميدان مع تصاعد العمليات العسكرية الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية وفي الجنوب اللبناني ، واستمرار “حزب الله” بقصفه الصاروخ للعمق الاسرائيلي ، يضاف اليها الحذر من تهور اسرائيلي خلال الساعات القادمة التي ستسبق التوقيع ، وهو الامتحان الصعب الذي مرت به غزة خلال جولات المفاوضات حيث كانت اسرائيل ترتكب المجازر وتنفذ اغتيالات للعديد من القيادات قبيل الاتفاق على وقف اطلاق النار ، من دون الاخذ بعين الاعتبار عملية تبادل الاسرى التي كانت الهدف الاساس لحكومة نتانياهو.

مصدر مراقب للمواقف الصادرة عن الطرف الاسرائيلي ، يرى ان اليمين المتطرف في حكومة نتانياهو يدفع باتجاه الاطاحة بهذا الاتفاق ، كما ان اظهار الموافقة على بنود هذا الاتفاق قد تكون شكلية نتيجة الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الاميركية ، وغياب الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكستين الذي أوضح منذ ايام في حديث متلفز لمؤسسة اعلامية لبنانية “ان ما حكي عن ان اسرائيل اعطته الضوء الاخضر للمضي قدماَ نحو الاتفاق مع لبناني ليس دقيقاَ”.

كلام هوكستين يؤشر الى انه لم يتمكن من تحقيق اي خرق كمفاوض بشكل مباشر ، وهو الذي عاد الى بلاده دون الحديث عن تقدم ايجابي بشكل صريح .وهنا لا بد من طرح السؤال عن الرعاة الفعلين لاتفاق تقرر التوقيع عليه ، من قبل الحكومة اللبنانية التي لم يكن لها اي دور على صعيد التفاوض الذي كان محصورا بالرئيس بري ومن خلف “حزب الله” . ومن المنتظر ان تجتمع حكومة الحرب الاسرائيلية اليوم للتصديق على هذا الاتفاق . ساعات ثقيلة ستمر على اللبنانيين بانتظار وضع هذا الاتفاق موضع التنفيذ ووقف آلة التدمير الاسرائيلية.