السبت 19 ذو القعدة 1446 ﻫ - 17 مايو 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

وحدة الاغتيالات السرية في "حزب الله" من عماد مغنية إلى طلال حمية

مع بدء أحداث 7 أكتوبر دخلت المنطقة فصلا جديدا من التصعيد والعنف، اشتعل معها فتيل حرب واسعة النطاق وغير مسبوقة في حدتها وتداعياتها،
شارك الحوثيون والفصائل العراقية و”حزب الله” اللبناني كجبهة إسناد.

مع توسع قواعد الاشتباك وعمليات الاغتيال، استهدفت إسرائيل وسام الطويل الذي كان مسؤولًا عن ملف التصنيع العسكري والعمليات الخارجية للحزب، وشارك في العديد من العمليات العسكرية ضد إسرائيل، ما شكل تحولا كبيرا في العمليات العسكرية بين “حزب الله” وإسرائيل.

توالت الاغتيالات، وازداد معها التصعيد، حيث بدأت صواريخ “حزب الله” بالوصول إلى العمق الإسرائيلي، إلا أن إسرائيل ردت بزيادة وتيرة الاغتيالات، وظهر معها تداول أسماء العديد من القيادات والوحدات والفرق المتخصصة في حزب الله، والتي لم يسبق أن تم التطرق إليها علنًا باستثناء بعض الوحدات المعروفة سابقًا.

تشير العديد من الأحداث والتحقيقات حول العالم إلى وجود وحدات تابعة لـ”حزب الله” تعمل خارج لبنان، وقد اتُهم الحزب بالتورط فيها، وقد ظهرت مؤخرا العديد من الاحداث التي حملته المسؤولية عنها ، وهو ما عرف بعملية “الطائر الاسود” التي وقعت في اسبانيا وفرنسا، من خلال تنفيذ سلسلة من التفجيرات التي استهدفت مصالح يهودية وإسرائيلية.

تعتبر العمليات الخارجية التي يشار إلى أن “حزب الله” يقوم بها ضد المصالح الإسرائيلية من المهام الحساسة والمعقدة. تتطلب هذه العمليات وجود وحدة أو فريق متخصص يتمتع بقدرات تخطيط وتنفيذ عالية، خاصة وأنها تجري في دول تتميز بإجراءات أمنية ورقابة مشددة.

من خلال هذه المعطيات، يمكن إلقاء الضوء على الوحدة التي تتولى هذه الاغتيالات، وذلك وفقًا للعديد من التسريبات وبعض المصادر التي حصل عليها موقع “صوت بيروت إنترناشونال” من أحد المتقاعدين في وزارة الأمن الداخلي الأميركي، حيث يؤكد ان “حزب الله” أسس وحدة يطلق عليها “الوحدة 910” هي وحدة سرية مسؤولة عن العمليات السرية للمنظمة خارج لبنان، بما في ذلك جمع المعلومات الاستخباراتية، والدعم اللوجستي، وإنشاء خلايا نائمة. وتتركز أنشطتها في المقام الأول على التخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية ضد أهداف إسرائيلية وغربية على مستوى العالم، وهي نجحت في العديد من العمليات.

الهيكلية والقيادة
تعمل هذه الوحدة وفق المصدر تحت الإشراف المباشر للقيادة العليا لحزب الله وتحافظ على علاقات وثيقة مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، تشتهر الوحدة ببنيتها المقسمة إلى أقسام، مما يضمن أن يكون العاملون على دراية فقط بالمعلومات ذات الصلة بأدوارهم المحددة، وبالتالي الحفاظ على الأمن التشغيلي.

المراحل الأولى لهذه الوحدة

عماد مغنية

المعروف بالحاج رضوان كان زعيمًا مسلحًا لبنانيًا والعضو المؤسس لمنظمة الجهاد الإسلامي في لبنان والرجل الثاني في قيادة “حزب الله”، وكان زعيم الوحدة 910 حتى اغتياله في عام 2008 ، وفق المصدر خلف مغنية المدعو طلال حمية ومازال ، وهو يشكل هدفا ذا اولوية عالية للاميركيين حيث قد برنامج “مكافآت من اجل العدالة ” التابع لوزارة الخارجية الاميركية مكافأة تصل الى 7 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي الى تحديد مكانه او القبض عليه .

طلال حمية

يُعد من الشخصيات الرئيسة في وحدة العمليات الخارجية للحزب، المسؤولة عن تنفيذ العمليات خارج لبنان.

وفقًا لتقارير استخباراتية، يُعتقد أن حمية حل مكان مصطفى بدر الدين في القيادة العسكرية، بعد اتهام الأخير بالمشاركة في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري.

ومنذ بداية نشاطه في الحزب، كان حمية يُعد عنصرًا مهمًا في التنسيق للعمليات العسكرية لحزب الله في الخارج، بما في ذلك تورطه في تفجيرات بوينس آيرس عام 1992.

في عام 2012، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عليه بسبب دوره في الأنشطة العسكرية للحزب، بالإضافة إلى مصطفى بدر الدين وحسن نصر الله. يُعرف حمية بانخراطه في العمليات الميدانية إلى جانب القيادات العسكرية الأخرى مثل عماد مغنية، وهو ما عزز مكانته في الحزب.

العمليات العالمية

تورطت الوحدة وفق المصدر في العديد من العمليات على الساحة الدولية. وقد أنشأ حزب الله خلايا نائمة في الولايات المتحدة ودول أخرى تنتظر التوجيهات لتنفيذ الهجمات. وتتمتع هذه الخلايا بموقع استراتيجي يتيح لها تفعيلها في حال تصاعد التوترات بين إيران والدول الغربية. غالبًا ما يشارك العملاء في عمليات المراقبة قبل العمليات، وشراء الأسلحة، والاستعدادات اللوجستية الأخرى لضمان الجاهزية.

تشير تقييمات الاستخبارات إلى أن الوحدة 910 لا تزال تشكل تهديدا كبيرا بسبب قدرتها على تنفيذ عمليات متطورة في الخارج. ويتلقى عناصر الوحدة تدريبات على مختلف تقنيات الأعمال التجارية، بما في ذلك استخدام الهويات المستترة وأساليب الاتصال السرية، ويسلط وجودهم في بلدان متعددة الضوء على النطاق العالمي للعمليات الخارجية لحزب الله في خدمة إيران والمخاطر المحتملة التي تشكلها على الأمن الدولي.

في الختام، تعتمد المعلومات حول الوحدة 910 بشكل كبير على مصادر استخباراتية وتسريبات، وحزب الله لم يعترف رسميًا بوجود هذه الوحدة بنفس التفاصيل المذكورة، وهذا الامر سيبقى محل جدل لحين ظهور المعطيات الحقيقية والثابتة حول هذه الوحدة إنْ من قبل “حزب الله” او من الاستخبارات العالمية في حال تمكنت من الوصول الى الشخصيات المنضوية في هذه الوحدة.