الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أفق سياسية انتخابية.. على شكله شكشكله

من المسلم به، العلاقة المصلحية بين الطرفين لا تخدم الدولة، ولا تسمح ببنائها و لا حتى بقائها على قيد الاستمرارية. خير الدليل وصول “لبنان” الى ما بعد جهنم في عهد بي الكلّ ميشال عون، ولا يمكن ابدا استثناء “حزب الله” عن مسؤوليته في وصول الأمور إلى الانهيار كما المضي في عرقلة مسار ينشده بلد غارق في الأزمات، فعلى اي انتخابات تعولون؟

اثر تصريح عابر كما غيره -كما من يفسر الماء بالماء- اختتم النائب محمد رعد رئيس كتلة “الوفاء و المقاومة” حديثه متناولا مسألة الانتخابات النيابية معرباً عن استيلاء حزب الله على المقاعد النيابية مع سبق الاصرار مما ينذر بفشل سير الاخيرة، متسائلا عن الافق السياسي لهذه الانتخابات، كما لو ان ” الاستحقاق الشعبي المسمى “بالانتخابات” سيغير شيئاً في ظل دويلة تحكم دولة و على عينك يا تاجر .

و الجدير بالذكر، الانحطاط الخطابي “الانتخابي” للمقاومة وصل الى استعمال نفس السيناريو و الذي فحواه “الاستئثار الشعبي تحت راية الاحتلال الاسرائيلي -كما لو مسرحية المقاومة لها نفس التأثير السابق على الشعب- و المؤامرة الكونية المطرزة بإنهاء هذه الميليشيا و الاحتلال الاسرائيلي كما “التطبيع” سيد الموقف.

الملفت في حديث رعد غير المجدي تعدد “تساؤلات” الاخير عن الافق السياسي للانتخابات النيابية المقبلة، اما عن الاجابة فهي واحدة، ايديولوجيا معروفة تحمل وصمة عار ميليشيا ايرانية مسيطرة و بشكل كلي على الدولة، اما عن الانتخابات ما هي الا تمثيليات يستحوذها حزب الله لمسح ماء الوجه.

الأزمة في لبنان واضحة، و نتائج الانتخابات المقبلة محتمة و بشكل أوضح، فنموذج الافق السياسي معروف على غرار الخطابات الواهية و التصريحات الكاذبة المتناولة من ميليشيا حزب الله، و لاستعراض هذه الحقائق، موجز ما سيذكر جدير بالكلام.

اولاً، حزب الله لا ينظر الى الأمور المعيشية كحقوق اقتصادية اجتماعية أساسية لكل الناس، بل كخدمات اجتماعية يقدمها الى جمهوره بمعزل عن الحقوق، لترسيخ نفوذه وولاء الناس له عبر هذا النمط الزبائني خاصة في الازمة الاقتصادية الواقعة على عاتق الشعب بصرف النظر عن الطائفة و هذا ما ينذر بفشل خطة التعافي الاقتصادي فالمحسوبيات على رأس منهج هذه الميليشيا.

كما انه لن ينهض لبنان ما دام هناك حزب ارهابي يعبث بمصير شعب بأكمله، بدءًا من نهجه الاغتيالي وصولاً إلى تعديه على سيادة الدول العربية عبر سلوكه المليشياوي، و تخوينه كل من يحاول إنقاذ لبنان واللبنانيين من أيدي الأجندات الخارجية، التي يتبعها ويرهن مستقبل الشعب اللبناني لها، بعيدا سير انتخابات نزيهة و تحقيق آفاقاً سياسية مجدية.

يأتي على ذكر ما سبق، اللبنانيون يعيشون على وقع موجة المد في ظل جمهورية يرعاها جندي المرشد الخميني “نصر الله”، لبنان الفاقد لكل مقومات الدولة، لا يملك سيادة كاملة، وفاقد لمعايير التعافي أمام انهيار اقتصادي و الازمة السياسية الكبرى، فالشعب يريد جهراً سلاحا شرعيا ودولة لكي تكون الكلمة في بلادهم للشعب فقط لا غير اما النموذج الايراني لن و لم يقبل بنهوض الدولة، لذا التساؤل المطروح سابقاً يبقى قيد الدفن و المسرحيات الانتخابية الممثلة من قبل اعضاء الذراع الايراني ما هي الا بأفلام محروقة تستحوذ العقول المحجرة و مؤيدي ايران بالمنطقة.

سيناريو لا هو قديم و لا حتى جديد على الشعب اللبناني، تكريس لواقع قيام الدويلة على حساب الدولة، مكونها الدستوري إباحة القتل والنهب والإفساد والتخريب والتفجير والاغتيالات من دون حساب، فهنيئاً لهذه النخبة السياسية هذه البلاد المحتلة، بأزماتها ومآسيها وحروبها واحتلالاتها، بأفقها سياسي المتمحور على اشكال محمد رعد و غيره، علّنا نسلم كشعب لبناني ينعم بحقوقه الديموقراطية اقلها انتخابات نيابية نزيهة في بلاد أخرى.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال