الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الفساد مقابل السلاح.. انتهى زمن "التسويات"؟!

‏هي معادلة ممنهجة دمرت البلاد وجعلت منه معقلاً لميليشيا إجرامية مؤدلجة إيرانيا يعاونها فريق سياسي سيطرت عليه “شهوة” السلطة وكانت نتيجتها إيصال “ناطور” الى قصر بعبدا دمر البلاد و هجّر العباد، و اليوم بكل وقاحة العنجهية السياسية لم تنثنِ هذه المنظومة عن إعادة التجربة الكارثية التي سببت بانهيار الوطن ومعاناة المواطنين، فهل ينجحوا؟!

تترقب البلاد فترة مصيرية مع دخول الاستحقاق الرئاسي مرحلة جديدة على اثر المستجدات الدولية، بينما الوضع الداخلي لازال على حاله باعتبار أن الملف معقد وكل فريق سياسي متمسك بموقفه، حيث بات من المعروف ان الثنائي الشيعي على رأسهم امين عام حزب الله حسن نصرالله يسعى لإحكام قبضته على لبنان المنهار اقتصادياً لـ6 سنوات أخرى بدعمه ترشيح “فرنجية” الأمر الذي يعيد سيناريو العهد المقيت وويلاته.

بالمقابل هناك الجبهة السيادية التي تضم القوات اللبنانية و عدد من النواب المستقلين الى جانبهم التغييرين و التي تمتلك قوة نيابيّة واسعة داخل البرلمان لمواجهة السلاح و منطق الدويلة في سعيها لتوحيد المعارضة وخلق جبهة وطنية وازنة قادرة على المواجهة، و هذا يتجلى حتماً عبر رفضها ترشيح فرنجية و اعتباره أولاً مشروعاً رئاسياً غير ناجح في ظل ممانعة أطراف عديدة، على رأسها الكتل المسيحية الكبرى، وليس مشروعاً إقليمياً ناجحاً أيضاً، في ظل الرفض السعودي له، وبتبنيها أي طرح وطني جامع إنقاذاً للبنان واللبنانيين.

اما إقليمياً، بين ايمانويل ماكرون و القيادة السعودية، الموقف السعودي من الانتخابات الرئاسية في لبنان ثابت وغير قابل للمساومة والصفقات.

تنظر السعودية إلى فرنجية رئيس تيار المردة والمدعوم من حزب الله، على أنه سيقود لبنان إلى الفوضى، ويزيد من الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد، فالأخيرة تدرك جيداً انه لا يوجد ضمانات مع حزب الله، فهو عند كل استحقاق يقدم ضمانات ثم ينقضها ولديه مشروع لن يحيد عنه، فهو فقط حينما يشعر بالضعف يناور ويكسب الوقت، وعند اول فرصة يرجع الى اجندته.

و من جهة موقف المملكة فمازال واضح حيال الملف الرئاسي، و هذا تجلى من خلال تأكيدها المستمر في العديد من اللقاءات و التصريحات أنها لن تدخل في لعبة الأسماء، وكذلك إصرارها على المواصفات الرئاسية أي وجوب كون رئيس الجمهورية من خارج المنظومة وليس عليه أي ملفات فساد.

ومن جهة ثانية فإن رفض السعودية ترشح فرنجية بشكل خاص لمنصب رئاسة الجمهورية، فرئيس تيار المردة بات مرشحاً واضحاً لحزب الله، إضافة إلى أنه يرتبط بعلاقات جيدة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، الامر الذي يؤكد للمملكة ان فرنجية لن يختلف عن عون، طالما انه الى حد الان يتذرع بالدعم الفرنسي، و هي ورقة خاسرة.

أخيراً، اللبنانيون لم و لن ينسوا “ميشال عون” وتياره الحاكم والذي قايض على “الوطن” بكرسي رئاسي “لا يحكم” مقابل الغطاء الكامل لمتاهة قاتلة و دموية امتهنها الحزب الإيراني من خلاله، و هي التي أطاحت بشعب و وطن، فهل تمر صفقة الاتيان بسليمان فرنجية لإعادة الكرّة، ام انتهى زمن البيعات؟!

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال