الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أموال العراق المنهوبة.. مطالبات بكشف مصير الكنز العراقي المخبأ في سرداب حزب الله في جنوب لبنان

ما زال العراق يشهد أزمات متتالية منذ أكثر من عقدين، بداية من  الاحتلال الأمريكي الذي مزق أوصال البلاد وحرم الشعب من الاستقرار السياسي والاقتصادي، وصولاً إلى حكومات محكوم عليها بالفشل المسبق نتيجة للمحاصصة الطائفية والتبعية الخارجية.

كل ذلك انعكس اليوم على أزمة مالية خانقة ربما لم تمر من قبل على العراق، تزامنا مع واقع سياسي مفكك ووباء عالمي أصاب الاقتصاد العالمي بشبه شلل.

وازدادت الأزمة المالية لحد طلب الحكومة العراقية لمساعدات مالية واقتصادية عربية وغربية، وعجزها عن سداد رواتب الموظفين أو تأمينها بالأحرى خلال الأشهر القادمة.

مع كل تلك الأحداث، أعاد موقع “بغداد بوست” فتح ملف الكنز العراقي المفقود والذي يقدر بحوالي 20 مليار دولار.

حيث أعاد الموقع طرح الوثائق التي بدأت قصتها من العام 2004 ولم تكتمل خيوطها بعد في فضيحة ضخمة، تتمثل في استيلاء ميليشيا حزب الله في لبنان على أموال عراقية نقدا، تصل قيمتها إلى نحو 19 مليار دولار، توصل محقق الفساد، ستيوارت دبليو باون، والذي تم تعيينه عام 2004 للعمل كمفتش عام خاص للتحقيق في الفساد والتبديد في العراق. إلى وثائق بحوزته تؤكد تهريب ما بين 1.2-1.6 مليار دولار نقدا الى لبنان، وهذه القيمة هى التي توصل الى وثائقها من مجمل أموال تصل إلى نحو 19 مليار دولار تم إرسالها إلى لبنان وتسلمها حزب الله.

وقد جرى التكمتم على الأمر، ولا تزال مليارات الدولارات العراقية، تصل إلى نحو 14 مليار في خزانة ميليشيا نصر الله في سردابه جنوب لبنان وقد توصل “باون” الى مكان المخبأ ذاته.

كانت كلمات قصيرة، قد قادت “بغداد بوست” إلى البحث وراء الفضيحة، بعدما خرج السياسي العراقي، مثال الألوسي رئيس حزب الأمة العراقي ليقول علنا، إن هناك أموالا عراقية تصل الى نحو 300-500 مليون دولار معبأة وموجودة نقدا لدى حزب الله، وعلى الإرهابي حسن نصر الله أن يعيدها إلى العراق فهو في أمس الحاجة إليها الآن.

لكن يبدو أن معلومات السيد مثال الألوسي، كانت تتوقف عند قيمة الذهب، الذي تم نقله إلى لبنان عام 2004 وعبر القوى السياسية الشيعية الإرهابية الموالية إلى إيران في هذا الوقت.

ووفق مكتب محقق الفساد في تبديد الأموال المرسلة من الولايات المتحدة الأمريكية الى العراق،(ستيوارت باون) عام 204 وطوال عام ونصف، فقد بقى “باون” سنوات لم يصل الى شىء إلى أن عثر مكتبه على وثائق وأدلة دامغة وأوراق، تؤكد نقل ما لايقل عن 1.6 مليار دولار إلى لبنان وتسليمهم الى الإرهابي حسن نصر الله، وعرف أن كل الأموال نقلت الى لبنان لكن ما استطاع إثباته قانونيا وبوثائق لديه وموجودة حتى اللحظة 1.6 مليار دولار.

الفضيحة الضخمة، فجرتها صحيفة نيويورك تايمز، قبل 6 سنوات،عام 2014، وينشرها موقع “بغداد بوست” اليوم، وبكافة تفاصيلها.

فالعراق اليوم، على شفا إفلاس مالي والخزانة خاوية على حد اعتراف رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، والعراق أحق بأمواله الموجودة لدى حزب الله.

والفضيحة متورط فيها بحسب “نيويورك تايمز” كل رموز الفساد في العراق نوري المالكي وإبراهيم الجعفري وكل الطغمة الفاسدة الحاكمة التي كانت موجودة أنذاك.

وفي التفاصيل

وبالنص، فلم يمض وقت طويل على هزيمة القوات الأمريكية لصدام حسين في عام 2003، حتى بدأت قوافل الشاحنات تصل إلى قاعدة أندروز الجوية خارج واشنطن بشكل منتظم، لتفريغ حمولة غير عادية من الأموال. وقد تم تحميل الأموال المسحوبة من حسابات الحكومة العراقية المحتجزة في الولايات المتحدة الامريكية على طائرات النقل من طراز C-17 المتجهة إلى بغداد ، حيث كانت إدارة بوش الابن تأمل أنذاك، في أن توفر ضخًا ماليًا سريعًا للحكومة العراقية الجديدة والاقتصاد المضطرب في البلاد.

ووفق “نيويورك تايمز” والتحقيق الذي لا يزال منشورا بلغته الأصلية، فعلى مدى العام والنصف التالي، تم إرسال 12 مليار دولار إلى 14 مليار دولار إلى العراق في الجسر الجوي ، وتم إرسال 5 مليارات دولار إضافية عن طريق التحويل الإلكتروني.
لكن ماذا حدث بعدها؟ وأين أنفقت الأموال أو بالأحرى أين ذهبت ولم يبد أي أثر لها في العراق؟

فما حدث لتلك الأموال بعد وصولها إلى بغداد، أصبح أحد الأسئلة العديدة التي لم يتم الرد عليها، وظلت سنوات طويلة وكان الفساد في العراق ولا يزال متفشياً.

وتواصل، “نيويورك تايمز” أصبح العثور على الإجابة في البداية هو الوظيفة، ثم هاجس ستيوارت دبليو باون الابن ، والذي تم تعيينه عام 2004 للعمل كمفتش عام خاص للتحقيق في الفساد والتبديد في العراق. قبل إغلاق مكتبه عام 2013.
ولسنوات لم يكن “باون” قادرًا على حساب المليارات وأين تم انفاقها حتى توصل محققوه، الى سبق جنائي، بعدما اكتشفوا سرقة 1.2 مليار دولار إلى 1.6 مليار دولار ونقلها إلى مخبأ في ريف لبنان لحفظها. قال باون: لا أعرف كيف وصلت الأموال إلى لبنان. لو كنت أعلم ذلك ، لكنا حققنا المزيد من التقدم في القضية.

واحتفظ السيد باون، بالاكتشاف والتحقيق الذي أجراه في المخبأ المملوء بالنقود في لبنان، والذي كان مكتبه يُطلق عليه اسم Brick Tracker، سرًا. وقال لقد تم سحب مليارات الدولارات من العراق على مدى السنوات العشر الماضية بشكل غير قانوني”. “في هذا التحقيق ، اعتقدنا أننا كنا على الطريق الصحيح بالنسبة لبعض تلك الأموال المفقودة. من المخيب للآمال لي شخصياً أننا لم نتمكن من إغلاق هذه القضية لأسباب خارجة عن سيطرتنا “.

وواصل، إنه محبط بنفس القدر من أن إدارة بوش ، باستثناء مكتبه، لم تحقق قط في تقارير تفيد باختفاء مبالغ ضخمة من المال،

وأنه بعد أن اكتشف محققوه عن المخبأ، لم تتابع إدارة أوباما هذا التقدم أيضًا. قال السيد بوين إن محققيه أطلعوا وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. و F.B.I. على ما وجدوه. لكن السيد بوين، أضاف أنه يعتقد أن أحد الأسباب التي دعت المسؤولين الأمريكيين لعدم ملاحقتها او لعدم الانتباه الى تقاريره “لأنها أموال عراقية سرقها العراقيون وأرسلوها الى حسن نصر الله في جنوب لبنان.

المقزز أن الحكومة العراقية، لم تحاول استرداد الأموال ، واحتفظت بمعلومات عن سر المخبأ اللبناني. وقال السيد “باون” إنه تحدث إلى رئيس الوزراء نوري المالكي بشأن الأموال المفقودة واكتشافه للمخبأ، وأن السيد المالكي لم يتخذ أي إجراء على الإطلاق، معربًا عن غضبه من الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع الأموال التي تم نقلها جواً!!

وأضاف، إن التحقيق الأكثر حساسية لمكتبه، بريك تراكر، بدأ في عام 2010 عندما تلقى وائل الزين، وهو أمريكي لبناني في مكتبه، معلومات حول الأموال المسروقة المخبأة في لبنان. وأخبره أحد المخبرين عن المخبأ، الذي يُعتقد أنه، بالإضافة إلى النقد، يحتفظ بحوالي 200 مليون دولار من الذهب تعود للحكومة العراقية أيضا!

وقبل 6 سنوات اقترب الكاتب السوري غسان الإمام، من القضية في مقال له بجريدة “الشرق الأوسط”، عندما تساءل عما فعلته إيران وحزب الله بالكنز العراقي، وقال في مقاله، إن الكنز تصل قيمته إلى عشرين مليار دولار. بالإضافة إلى قطع ذهبية بقيمة مائتي مليون دولار. هذا الكنز مفروض أن يكون مدفونا في مكان ما بأراضي “حزب الله” في لبنان.

وتبدأ حكاية الكنز في عام 2004. بعدما شعرت إدارة الرئيس جورج بوش الابن، آنذاك أن النظام الشيعي القريب من إيران الذي أقامته في العراق، بعد إسقاط صدام حسين في العام السابق، بحاجة ماسة وفورية إلى ضخ المال في عروقه.
وكان هناك أمام الكونجرس مشروع بتقديم مساعدة أميركية ضخمة إلى النظام العراقي الجديد.

صحيفة «نيويورك تايمز» التي نشرت حكاية الكنز في 13 اكتوبر 2014، لم تقل من هو الذي دلّ إدارة بوش على وجود مليارات من الدولارات، مجمدة في المصارف الأميركية، لحساب العراق من أموال برنامج “النفط مقابل الغذاء”.

ويضيف غسان الامام، أعود إلى حكاية “نيويورك تايمز” التي تقول إن الرئيس بوش بدأ فور علمه، بوجود أموال العراق المجمدة، بشحن مبالغ منها تتراوح نقدا بين 12 و14 مليار دولار، إلى الحكومة العراقية التي كان يشرف عليها بول بريمر. ثم حوَّل أيضا خمسة مليارات دولار، كأموال إلكترونية سائلة، ليصل المبلغ المعلن فقط، إلى 19 مليار دولار.

 

وهكذا 19 مليار دولار أموالا سائلة عراقية موجودة لدى حزب الله، وفي مخبأ بلبنان معروف مكانه، والعراق على شفا الإفلاس المالي، أليس العراق أحق بأمواله اليوم من إرهابيي حزب الله؟

وختم الموقع مقاله بمطالبته وضع  القضية بكل تفاصيلها على مكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وكل شخوصها موجودون، والمطالبة باستعادة الأموال العراقية الموجودة لدى حزب الله، وهى ثروة ضخمة قادرة على انتشال العراق من أزماته.

 

*نقلاً عن موقع “بغداد بوست”