السبت 17 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

" اذا مش حاسين بقهرنا رح تحسوا بغضبنا"... انطلاقة جديدة وقوية لـ الثورة اللبنانية

اسبوع الغضب الذي اعلنه الثوار بدأ حتى قبل الموعد المحدد بساعات، من شمال الى جنوب لبنان ومن شرقه الى غربه نزلوا الى الساحات، قطعوا الطرقات، رفعوا صرختهم بوجه الطبقة الحاكمة وحاكم مصرف لبنان،

اشتبكوا مع الجيش في مناطق مختلفة، سقط جرحى وسط تعتيم اعلامي مدروس، لكن مواقع التواصل الاجتماعي كانت كفيلة بأن تكون الاعلام البديل والثائرون هم الاعلاميون الجدد الذين تمكنوا من الانتصار على المؤامرة والاضاءة على تحركاتهم في كل المناطق.

الانطلاقة الجديدة للثورة ليست كما انطلاقتها الاولى، فشعار هذه المرحلة” اذا مش حاسين بقهرنا رح تحسوا بغضبنا”…

رفع الثوار سقف تحركاتهم بعد ان وضعوا استراتيجيتهم، ليبدأوا تنفيذ خطواتهم، حيث حددت تحركات اليوم الاول من اسبوع الغضب للمسيرات السيارة في جميع المناطق، مع تحركات في جميع المدارس والجامعات، اضافة الى قرع الطبول في كل الساحات، اضافة الى الدعوة لمسيرة “الانذار الاخير” نحو تلة الخياط حيث يسكن الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة حسان دياب مع مطلب وحيد وهو اعطاء مهلة 48 ساعة فقط لا غير لتشكيل حكومة مستقلين، ليكون يوم الخميس القادم الفترة التي ينتهي معها الانذار حيث ستتم الدعوى الى اضراب عام يوم الجمعة، اما السبت فستكون الدعوى لجميع اللبنانيين للزحف نحو المجلس النيابي.

حماسة الثوار للتعبير عن غضبهم دفعتهم للنزول الى الشارع ليل امس مؤكدين ان”لا رجوع الى الوراء في موضوع تحركاتهم، لان السلطة لم تستمع لمطالبهم،

والتصعيد هو الحل الانجع معها، فبعد منحها 90 يوما لم تحرك ساكنا بل على العكس من ذلك امعنت في تسريع انهيار البلد في محاولة للقضاء على الثورة”، فقطع عدد من المتظاهرين الطريق على جسر الرينغ في اتجاه السرايا الحكومي، و اوتوستراد البالما بالاتجاهين، و اوتوستراد المحمرة بالاتجاهين، واوتوستراد المنية بالاتجاهين، كما اقتحم متظاهرون الحاجز امام مصرف لبنان وقطعوا الطريق في شارع الحمرا، وعملوا على تكسير الحاجز الخشبي الذي وضع لمنع وصول المتظاهرين الى باحة المصرف الخارجية، وفي صيدا وقع اشكال بين الثوار والجيش ادى الى سقوط خمسة جرحى. واللافت في الانطلاقة الجديدة للثورة معاودة مشاركة عدد من ابناء المذهب الشيعي من ابناء الضاحية الجنوبية فيها وهم الذين نزلوا في بدايات الثورة ليعاودوا الانسحاب من الشارع بعد ضغط امين عام “حزب الله” حسن نصر الله، لكن بعد ان خنقتهم الازمتين الاقتصادية والمالية وجوعهم فساد الطبقة الحاكمة لم يجدوا امامهم سوى الثورة كحبل نجاة للخلاص من الفقر والحرمان.

ومنذ الصباح الباكر نزل الثوار بقوة على الارض قطعوا الطرقات، وبدأت المسيرات لطلاب المدارس والجامعات، لتعود روح الثورة على الارض.

هذه الثورة التي هزّت عروش الحكام، لاسيما الشيعة منهم، فلاول مرة يشهد لبنان مظاهرات في العمق الشيعي ضد “حزب الله” و”حركة امل”، وما ميّز هذه الثورة عدم وجود قائد لها، وعدم خضوعها لاي حزب او زعيم، وضد كل المسؤولين حيث الشعار الاساسي الذي رفعته “كلن يعني كلن”، وهذا ما ارعب السياسيين والاحزاب على رأسهم “حزب الله” حيث سارع حسن نصر الله الى اطلاق لاءاته بالقول في خطابه الشهيرة “قلنا إننا لا نقبل بإسقاط العهد ولا نؤيد إسقاط الحكومة ولا نقبل بموضوع الانتخابات المبكرة، ونحن نعمل لحماية البلد من الفراغ الذي سيؤدي إلى الانهيار، ونحن معنيون بحماية البلد ولا نحمي الفاسدين ولسنا ضد المتظاهرين، وجاهزون لتقديم دمنا وماء وجوهنا لحماية بلدنا”.

نجحت الثورة اللبنانية في تمددها وتجاوزها العقبات الطائفية، وبالتحام المواطنين حول قضية العدالة الاجتماعية، وقد باتت مثالا يحتذى به لكل شعوب العالم، بعدما نقلت معظم القنوات التلفزيونية اللبنانية صورة تحركات الثوار على الارض في بدايات الثورة، حيث كان الاعلام رأس حربة في الثورة، فقطعت القنوات برامجها المعتادة فاتحة الهواء لنقل التظاهرات وأصوات الثوار، فيما انخرطت القنوات التابعة لاحزاب السلطة ببروباغندا تدافع عن الطبقة الحاكمة، ليتفاجأ اللبنانيون بعدها بالتعتيم الاعلامي من خلال تقليص التغطية الاعلامية الى درجة كبيرة وذلك بعد ان سرب خبر تعرض القنوات التلفزيونية الى ضغوط من قبل الاحزاب لوقف تغطية التظاهرات تحت تهديد فتح ملفات فساد لها، لكن الثوار اظهروا قدرتهم على نقل الصورة واصرارهم على الاستمرار في تحركاتهم حتى تحقيق كل الاهداف التي نزلوا من اجلها الى الشارع.