الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الإدارة الأميركية مُحاطة بالتشدد الداخلي والخارجي ومصير الاتفاق النووي يظهر بعد الانتخابات النصفية

أصبح التوصل الى الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران أصعب من أي وقت مضى نظراً لعوامل عديدة، وفقاً لمصادر ديبلوماسية غربية في قراءة لها للوضع الراهن وهي:

-امساك الجمهوريون في الكونغرس الأميركي بالسلطة التشريعية وهم سيؤثرون على الإدارة في الموقف إذا ما استمر التساهل مع إيران. والإدارة قبل أشهر كادت تزيل الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب لولا ضغوط الكونغرس ابان اقتراب التوقيع على النووي، وهو الأمر الذي أفشلته إيران لأنها تريد تعثر التفاوض عذراً لاستمرار دعمها لحلفائها في المنطقة وتصعيد مواقفها في مختلف الملفات. وهذا ما يحصل بالنسبة الى ملف الإنتخابات الرئاسية في لبنان.

-ان هناك توجهاً مستجداً لدى الأوروبيين لا سيما لدى كل من فرنسا وألمانيا بفرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني واعتباره منظمة ارهابية. ومن المقرر أن يُتخذ القرار في شأنه في اجتماع الاتحاد الأوروبي في 14 تشرين الثاني الجاري. ويتعاظم الموقف الأوروبي سلباً تجاه إيران بعد التعامل الوحشي مع المحتجين، وبعد تلكؤها في التفاهم حول النووي. لا سيما وأن الغرب يعتبر النووي مهدداً للأمن العالمي. ثم بعد دخول إيران على خط الحرب الروسية على أوكرانيا ودعم موسكو. واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن تهديد إيران تجاوز النطاق الإقليمي.

-فوز بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، وهذا ما يربك الإدارة الأميركية التي كانت داعمة في مرحلة الحملات الانتخابية الإسرائيلية لفوز رئيس الوزراء السابق يائير لابيد التي ترى أن باستطاعته تحقيق حداً كبيراً من التناغم معها في المصالح المشتركة على مستوى ملفات المنطقة. وفوز نتنياهو يعتبر العودة الى التشدد في المواقف الإسرائيلية لا سيما من إيران. وبالتالي، أصبحت الإدارة محاطة بالتشدد الجمهوري في الكونغرس، والتشدد من الحليف الأول إسرائيل. الأمر الذي سينعكس حتماً على سياستها في المنطقة.

-الموقف الخليجي الذي لا يجاري الإدارة في كل القضايا لا سيما ما خص إيران. ويريد الخليج عند اي اتفاق نووي مع إيران أن يتضمن وقف نفوذها الإقليمي. وبأن لا تشكل تهديداً للأمن والسلم في المنطقة، وبأن تكف عن التدخلات في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية، ومن بينها لبنان واليمن والعراق وسوريا.

كل ذلك بحسب المصادر ل”صوت بيروت انترناشونال”، سينعكس سلباً لناحية صعوبة إيجاد حلول وقواسم مشتركة حيال الملف اللبناني، وبقية الملفات في الشرق الاوسط على المدى المنظور. لذلك سيستمر الشغور الرئاسي لأن الخارج غير متفق، وقبله الداخل أثبت عدم تمكنه من انتاج رئيس بمفرده.

ثم ان هناك مرحلة انتظار بعد الانتخابات النصفية الأميركية لبلورة ما اذا هناك عودة الى التفاوض حول النووي أم لا. وفي ظل ادارة ليس لديها إجراءات حول إيران، فإنها قد تلجأ الى المزيد من تعليق التفاوض ريثما تظهر إيجابيات من إيران حول ذلك، او ريثما تتأثر قرارات إيران بمسار التظاهرات والاحتجاجات التي تقترب من انهاء الشهرين على اندلاعها.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال