الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الإرباك اللبناني والضغوط على السلطة أدت الى تأخر ترسيم الحدود البحرية

استفزت الخطوة الإسرائيلية بوصول الباخرة “إنرجين باور” الى حقل كاريش في المنطقة البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، السلطات اللبنانية و”حزب الله”، اللذان يماطلان، بحسب مصادر ديبلوماسية في تسريع مسألة التفاوض لترسيم حدود لبنان البحرية، في حين أوضحت إسرائيل أن أي ضرر سيلحق بمنصات الغاز الخاصة بها، سينظر إليه على أنه إعلان حرب.

لا شك أنه بعد الزيارة الأولى والأخيرة للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في شباط الماضي، سُجل إرباك لبناني رسمي، جعل الرد اللبناني على طرحه حول ترسيم الحدود معلق. وتفيد المصادر ل”صوت بيروت انترناشونال”، أن لبنان يقع بين ضغوط من طرفين متقابلين:

الأولى: ضغوط إسرائيل التي لا تقبل أن تكون حدوده البحرية الخط 29. وهو يميل الى القبول بذلك مقابل تخلي إسرائيل عن الخط واحد الذي طرحته والذي يقضم كامل الحقوق البحرية اللبنانية.

و الثانية ضغوط “حزب الله” التي تتأرجح بحسب مصالحه، ومصالح إيران في التفاوض وفي المنطقة وفي الحصول على استثمارات في التنقيب عن الغاز والنفط في المياه اللبنانية، وفي استخراجه. حالياً وفي وضع تعثر التفاوض الأميركي-الإيراني حول النووي، يحاول “حزب الله” تثبيت قاعدة اشتباك جديدة هي دوره في حماية الغاز الموجود في المياه الإقليمية اللبنانية، وإقامة ما يشبه “مزارع شبعا بحرية” لدفع إسرائيل للتنازل أمام لبنان.

كذلك يعمل لإضفاء أجواء تهديدية وتوسيع رقعة الإشتباك مع إسرائيل كبديل عن الديبلوماسية غير المباشرة والوساطة من أجل تحقيق هذه الغاية.

في حين طلب لبنان من الأميركيين استعجال استكمال هوكشتاين لدوره في الترسيم خوفاً من أن يسيطر مسار النزاعات والتي قد يصل الى استخدام الضغوط الأمنية في موضوع الترسيم. ما قد يخلق أجواء غير مستقرة في الجنوب إذا استمر التصعيد بين الحزب وإسرائيل. والتصعيد جنوباً قد يطيح بتشكيل الحكومة الجديدة، ويطيح بأي أمل يُمَكِّن هذه الحكومة من إنقاذ البلد عبر صندوق النقد الدولي.

وبالتالي، ان أي مسار تصعيدي تتخذه التطورات جنوباً سيؤثر في تعميق أزمات لبنان الاقتصادية والمالية، فضلاً عن تلك السياسية. وكذلك جرى الطلب اللبناني الى هوكشتاين الحضور من أجل عدم هدر حقوق لبنان بفعل فرض إسرائيل أمراً واقعاً من خلال البدء في الحفر.

وعلى خطٍ موازٍ، تقول المصادر، يعمل الحزب لكل الإحتمالات لا سيما إذا حصل الترسيم وإذا استجد مناخ إيجابي بين واشنطن وطهران. وفسرت المصادر تزامن الكلام من الحزب عن الدعوة لترك معالجة السلاح لسنتين واللجوء الى المعالجات الإقتصادية مع كلام النائب محمد رعد حول إنشاء شركة خاصة للتنقيب عن النفط والغاز، أنه يصب في اتجاه الإستفادة من أي مناخ إيجابي. وهنا لا تستبعد المصادر حصول تفاهم أميركي ايراني على أن تحل شركة أميركية وأخرى أيرانية محل الشركتين الإيطالية والروسية للإستثمار في التنقيب واستخراج النفط والغاز اللبنانيين. وهذا ما يفترض مراقبته لا سيما وان الحزب يستطيع تأمين أكثرية في المجلس النيابي لتمرير اتفاقيات من هذا النوع بعيداً عن موقف مغاير للسياديين. أما إذا لم يتمكن هوكشتاين من اختراق الجمود الأميركي الإيراني فإن تصعيد “حزب الله” جاهز في أي لحظة.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال