ينتظر العالم ومعه دول المنطقة ولبنان الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الأميركي جو بايدن في الأول من آذار المقبل، وهو ما يسمى بـ”حالة الاتحاد”، بحيث أن مصادر ديبلوماسية غربية، تؤكد أن الخطاب تقليدياً يحدد السياسة الأميركية الداخلية و الخارجية و مكامن الإنجازات التي يفترض أن تخدم الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس، و تؤمن استمراريته في الحكم مبدئياً.
وتقول المصادر لـ”صوت بيروت انترناشيونال”، إنه من الواضح أن مفاوضات ڤيينا بين كل من الولايات المتحدة و الدول الغربية من جهة، و إيران من جهة أخرى، حول إعادة إحياء الإتفاق النووي الموقع في عام 2015 باتت في مراحلها الأخيرة، و أنها ستنتهي الى اتفاق. لكن تفاصيل هذا الاتفاق لم يتكشف عنها شيئاً لا سيما حول ما إذا ستكون فقط إعادة إحياء الإتفاق القديم، أو صياغة اتفاق جديد على قاعدة الإتفاق القديم. ولا يزال من غير الواضح الموعد النهائي للإعلان عنه وسط تجاذب مواقف الأيام الأخيرة التي تسبق عقد الإتفاق. لكنه يجب أن ينتهي قبل الأول من آذار موعد الخطاب، حيث إذا أُعلن الإتفاق سيشكل بالنسبة الى بايدن إنجازاً في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وسيتضمن الخطاب أيضاً إنجازات في الإقتصاد ووعود بإنجازات إضافية.
وبايدن يبدو ملتزماً بالنسبة الى موعد الخطاب على أساس أنه استحقاق كبير، كما أنه يريد التحدث عن إنجازات قبيل تشرين الثاني المقبل موعد الإنتخابات النصفية في الكونغرس، وهي استحقاق آخر يريد منه فوز للديمقراطيين، وإلا يخسرون ما لم يحقق إنجازات بعد نحو سنة وأربعين يوماً على تسلمه سدة الرئاسة.
ولأنظار باتت تتجه إلى سلوك إيران في ملفات المنطقة في حال حصل الإتفاق. ذلك ان توسُّع نفوذها بات يشكل خطراً على أكثر من طرف عربي وغير عربي. كما أن استهدافاتها لدول الخليج عسكرياً عبر الصواريخ والمسيرات بات أمراً مقلقاً لزعماء المنطقة، هذا فضلاً عن نفوذها ونفوذ حلفاءها في الشرق الأوسط ومن بينها لبنان.
لذلك، فإن الأسئلة المطروحة هي: هل ستلجأ إيران الى تعزيز نفوذها عبر زيادة تمويلها لحلفائها في الدول العربية من جراء رفع العقوبات على أرصدتها المجمدة، وعلى تصديرها النفط؟ أم أنها ستلجأ الى استخدام التمويل، لتطوير اقتصادها، ووقف مسلسل الإنهيار الإجتماعي والإقتصادي الذي يعاني منه شعبها؟ لدى توقيع الإتفاق النووي في الـ2015 ورفع العقوبات عن أرصدة مجمدة لها، عملت على تمويل جماعاتها المسلحة في المنطقة و بالتالي، عززت نفوذها. فهل ستعمد الآن الى سلوك مغاير، وما هي أولوياتها: نفوذها أم إقتصادها وتحسين وضعها الداخلي.
والسؤال المطروح أيضاً هل ستتعامل الإدارة الأميركية معها على أساس أن توقيع النووي يجب أن يقابله مكاسب لإيران في أحد الملفات في المنطقة؟ إذ أن هناك ملفات لبنان والعراق واليمن وسوريا، وكلها ملفات مفتوحة على تطورات غير محسوبة؟ أم أن الإدارة ستبدي حزماً في أنها لن تتخلى عن نقاط سيطرتها في هذه الملفات وأن على إيران إبداء إيجابية معها في تلك الملفات من دون أن يكون هناك ثمن لتوقيعها على الإتفاق؟