الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

التفاوض حول النووي لم يعد أولوية أميركية فما مصير الملف اللبناني؟

اذا ما استمر الافرقاء اللبنانيون في ربط مصيرهم ومصير بلادهم بالتوافق الاميركي-الايراني حول ملف رئاسة الجمهورية فإنهم بلا شك سينتظرون كثيراً ربما سنوات.

اذ ان مصادر ديبلوماسية غربية أوضحت ل”صوت بيروت انترناشونال” ان التفاوض بين الادارة الاميركية وإيران حول الاتفاق النووي متوقف وليس في الافق ما يؤشر الى معاودة التفاوض في المرحلة المقبلة القريبة، وذلك لسببين أساسيين هما:

-اولاً: ان هذا التفاوض لم يعد في سلم الاولويات الاميركية الآن. فتركيز الإدارة حالياً ينصبّ على ملف أوكرانيا وعلى ملف الطاقة، في انتظار انطلاق نشاط الكونغرس الجديد اثر الانتخابات النصفية التي حصلت. وانطلاقته لن تكون قبل منتصف شهر كانون الثاني المقبل. والآن الإدارة ليست “محروقة” ولا “مستقتلة” على انجاز الاتفاق.

-ثانياً: ان الاميركيين سيأخذون وقتهم في العمل لمعاودة التفاوض مع إيران، كونهم آخذين في الاعتبار ما يحصل على الارض في إيران والمدى الذي ستبلغه الاحتجاجات الشعبية في تحقيق الاهداف التي قامت على أساسها. وهناك متابعة حيثية من جانب الادارة الاميركية للاحتجاجات القائمة وما اذا ستصب مستقبلاً في خانة الاهداف الاميركية أم لا. وفي هذا الوقت، يبدو للإدارة أن الانتخابات النصفية هي أقل سوءاً في انعكاساتها على سياسة الرئيس جو بايدن مما كانت تعتقد. وهذا ما يريح الرئيس ويجعله يستكمل سياسته لكن في إطار اقل من الضغوط من الكونغرس.

وثمة سؤال كبير يطرح لدى المصادر، هل فعلاً تريد واشنطن ان تصل الاحتجاجات الى هدفها وفي أسرع وقت ام أنها تريد “ستاتيكو” إيراني داخلي فترة من الزمن. وتستبعد المصادر، ان ينطبق مصير الثورة السورية على الثورة الايرانية، بحيث ان طبيعة النظام الايراني تختلف عن طبيعة النظام السوري والعوامل السياسية والطائفية والتركيبة السياسية والديمقراطية بين المجتمعين السوري والايراني. في سوريا اقلية تحكم اكثرية وفي إيران الشعب يثور على نظام الملالي الذي لا يعبر عن رغبات الشعب الغاضب لكن الشعب والملالي من الشيعة. وبالتالي، ليس بالضرورة ان يكون مصير الثورتين متشابه، وليس بالضرورة ان يكون الموقف الدولي من مصيرهما متشابه أيضاً.

إزاء ذلك، يبقى مصير ملفات المنطقة معلقاً، الا اذا حصل اختراق سعودي-إيراني من شأنه أن ينعكس تفاهمات وتقاطعات مصالح. والموضوع مرتبط بمدى الضعف الذي سيتكرس إيرانياً من جراء الضغوط التي تواجهها في الداخل حيث وضعها ليس سهلاً. والسؤال كيف ستعكسه على ملفات المنطقة، هل عبر التشدد ام عبر القبول بتسويات؟

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال