الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"التيار" و الـ"حركة".. مناورات ومسرحيات مكشوفة

للعام الثالث على التوالي، يعاني اللبنانيون أسوأ أزمة اقتصادية، اجتماعية وسياسية في تاريخهم وأعقدها منذ قيام دولة لبنان الكبير، متأرجحين بآمال شبه مستحيلة لطالما هناك سلطة حاكمة لا تزال الى اليوم و بالرغم من كل المآسي تواصل الاحتدامات والصراع بينما الشعب يتخبط بين “نكايات” الصهر -جبران باسيل- والثنائي الشيعي .

المناورات الكلامية اخذت متاريسها، و التصعيد الخطابي “سيّد” الموقف، فاثر تصريح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي تضمن لهجة حادّة خاطب فيه رئاسة المجلس النيابي، وفي إشارة لكلمة الاخير جاء الرد قاسي من قبل اعضاء “حركة امل” بينما كانت ميليشيا حزب الله في موضع لا يحسد عليه.

نعم، فحزب الله حليف كلاً من جبران باسيل و نبيه بري، وهذا ما يجعله في “دبر” الاختيار بين المتخاصمين وما هي كلفة كلا الاختيارين وهل الامور ستتجه الى تصعيد اكبر في الفترة المقبلة وما مصير اللبنانيين من كل هذه الخلافات؟!

بين امتعاض نواب حركة امل، وحنكة باسيل الممزوجة بالغزل المرسل لنصرالله والذم الواضح لنبيه بري، يتساءل اللبنانيون عن مصيرهم المعلق بين التلاعب بالدولار والفاتورة الاستشفائية ونتيجة تحقيقات انفجار المرفأ ناهيكم عن الدواء و الكهرباء و التعليم و غيره، ولكن الاولى بالنسبة لحكام البلاد تتمحور بين سجالات انتخابية ومسرحيات تملق.

فلا يمكن نسيان عدم اجتماع الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي منذ 12 أكتوبر الماضي، من جراء رفض وزراء حزب الله وحليفته حركة أمل، عقد أي جلسة ما لم تكن مخصصة للبت في مصير المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار كما لا يمكن نكران التعطيل النيابي ” كرمال عيون الصهر” بالثلث المعطل، مسرحياتكم السياسية ما عادت تنطلي على الشعب المقهور، والتركيز اليوم على إطاحة السلطة من رأس الهرم وصولا الى قعره.

الحكومات اللبنانية لم تتخذ حتى الآن أي خطوة بالاتجاه السليم، ففي ظل طبقة حاكمة كانت هي المشكلة وأدت إلى كل هذه الخسائر، لا يمكن ان تكون هذه الطبقة الهزيلة هي الحل، الحل يبدأ مع إزاحة هذه الطبقة عن سدة القرار ومن بعدها يبدأ التفتيش عن الحل للازمات الكارثية.

بين آمال تقف على اعجوبة حكومية تنهض بالبلاد، وانعدام للثقة بين الشعب اللبناني وسلطات البلاد، يولد ما يجعل كل الوعود والآمال مناورات سياسية غير مجدية بالنسبة لهم، فكلما بقيت الطبقة السياسية الحاكمة هي نفسها التي تدير الأمور فمن غير المتوقع أن تشهد البلاد حلاً ابداً.