الأثنين 12 ذو القعدة 1445 ﻫ - 20 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الخليج رئة لبنان والتقارب الاقليمي يصب في مصلحة الدول العربية

يبدو ان الاتصال الذي جرى بين رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الخارجية الكويتي الشيخ احمد ناصر المحمد الصباح نهاية الاسبوع الماضي فتح مجددا كوة في جدار العلاقات اللبنانية الخليجية. هذا الاتصال الذي تناول مسار المسعى الكويتي لاعادة العلاقات اللبنانية-الخليجية الى طبيعتها تلاه موقف متقدم للرئيس ميقاتي تجاه الدول العربية في التزام بنود المبادرة الكويتية وقرارات الجامعة العربية والشرعية الدولية وباتخاذ الاجراءات المطلوبة لتعزيز التعاون مع دول الخليج.

موقف ميقاتي الذي جاء متمييّزا نوعا ما عن مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون من روما، لاقى ترحيبا عربيا لا سيما من المملكة العربية السعودية والكويت، وهذا الامر دفع رئيس الحكومة مجددا الى اعتبار ان الغيمة التي خيّمت على العلاقات مع الخليج الى زوال داعيا الاشقاء العرب للوقوف الى جانب لبنان.

مصادر قريبة من السراي الحكومي تشير “لصوت بيروت انترناشيونال” انه ومنذ الاتصال الذي جرى بين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ورئيس الحكومة في اوائل شهر كانون الاول الماضي جرت خطوات عدة خصوصا من قبل فرنسا ودولة الكويت اللذين أديا دورا مهما لاعادة العلاقات اللبنانية –الخليجية الى مسارها الطبيعي، وقد عبرت ورقة العمل العربية الذي نقلها وزير الخارجية الكويتي الى لبنان مطلع العام عن هذا الامر، لذلك فإن كل الاتصالات راكمت ايجابيات وقطعت خطوات كبيرة تم تتويجها في هذه المرحلة.

وتلفت المصادر الى الكلام الايجابي الذي نقله ايضا النائب وائل ابوفاعور في هذا الاطار على اثر عودته من المملكة العربية السعودية، حيث اعلن بان عودة السفير السعودي الى لبنان والسفير الكويتي باتت قريبة وان اي ايجابية لبنانية ستقابلها ايجابية اكبر من دول الخليج.

لذلك تعتبر المصادر ان الامور تسير بالاتجاه السليم، خصوصا ان من مؤشرات التقارب الاقليمي السعودي- الايراني والاماراتي –السوري تداعيات جيدة على لبنان من خلال وقف منسوب التوتر العربي- العربي وهذا الامر يصب في النهاية لمصلحة الدول العربية .

واملت المصادر عودة السفراء بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي الذي قد يعكس خطوات فعالة، وربما يمكن عندها تشكيل خلية عمل لتقديم الدعم والمساعدة للبنان الذي يجري مفاوضات حثيثة مع صندوق النقد الدولي والتي من شأنها ان تسفر عن اتفاق يتم من خلاله رصد الاموال له ويواكبه تطبيق خطة التعافي الذي خطت خطوات كبيرة لا سيما في المفاصل الاساسية كملف الكهرباء والاتصالات، لانه عند توقيع الاتفاق سيكون هناك توجه لمنح لبنان مبالغ محددة على شكل هبات وقروض ومن المتوقع ان يكون لدول الخليج مساهمة على هذا الصعيد.

وبذلك تمنت المصادر ان يكون هناك تبادل للزيارت بين مسؤولين لبنانيين ومسؤولين خليجيين في المرحلة المقبلة ووضع جدول اعمال للتعاون الخليجي-اللبناني ايضا على المستوى الاقتصادي. كما شددت على ان كل امر ايجابي من المتوقع ان ينعكس على الاوضاع المالية من خلال تخفيف الضغط ان على مستوى سعر صرف الدولار او على مستوى الاحتقان الداخلي.

كما تؤكد المصادر الى ان دول الخليج هي رئة لبنان ولديها القدرة الفعلية لمساعدته في هذه المرحلة العصيبة الذي يمر بها، لا سيما ان هناك حرص من قبل الاشقاء العرب على ابقاء لبنان داخل اسرته العربية والخليجية تحديدا، كما هو بامس الحاجة لوقوفها الى جانبه للخروج من ازمته.

وتلفت المصادر الى ان احد الامور التي تؤكد الى انه اصبح هناك تذليل للكثير من العقبات التي اعترضت العلاقات اللبناية –السعودية تحديدا هي الزيارة التي سيقوم بها الرئيس ميقاتي اليوم الى دولة قطر وهي عضو بمجلس التعاون الخليجي، مما يعطي انطباعا بانه اصبح هناك تعبيد حقيقي للطريق ما بين لبنان والخليج وخاصة المملكة العربية السعودية، وتأمل المصادر ان تستكمل بخطوات سريعة لان عامل الوقت هو اساسي في هذه المرحلة.

وردا على سؤال تؤكد المصادر الى ان الايجابية في العلاقات اللبنانية-الخليجية لها تأثير على منحى الانتخابات لا سيما مشاركة الطائفة السنية في هذا الاستحقاق الاساسي، خصوصا ان قادة الطائفة الروحيين والسياسيين يدعون الى المشاركة الكثيفة في الترشح والاقتراع مع اقتراب بلورة صور اللوائح خلال الايام المقبلة بحيث سيكون هناك خيارات عدة امام المواطنين.

وبعد كل ما تقدم، هل سيسمح “حزب الله” وفريقه بالاستفادة من الايجابيات التي ظهرت في علاقات لبنان مع اشقائه العرب، ام انه سينسفها كالعادة لابقاء لبنان في عزلته العربية؟

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال