الأحد 11 ذو القعدة 1445 ﻫ - 19 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل سيشكل اجتياح رفح مقدمة لهجوم أوسع على لبنان؟

مع بدء الهجوم الاسرائيلي على رفح وتسارع التطورات هناك، تبقى العين على لبنان وجنوبه، في ظل التدهور الأمني الواسع النطاق ووصوله الى مستويات عالية على صعيد حدة القصف المتبادل بين “حزب الله” وإسرائيل.

في هذا الوقت، وبعد مرور اكثر من أسبوع على تسلم لبنان الورقة الفرنسية التي تدعو لوقف المواجهة الحدودية بين إسرائيل و”حزب الله” فقد تأكد رفض الأخير لها، بعد الملاحظات الجذرية التي وضعت عليها، مما يعني ان الأمور عادت الى المربع الأول وذلك في ظل استمرار ربط حرب غزة التي لا أفق لها بالجبهة الجنوبية على قاعدة ” وحدة المصير والمسار”.

مصادر سياسية رات عبر “صوت بيروت انترناشونال” ان فتح جبهة رفح تعتبر خيار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرافض لوقف الحرب لأسباب شخصية أكثر مما هي وطنية، مشيرة الى ان هدف نتنياهو هو السعي لإطالة أمد المعارك لاستمرار بقائه في السلطة قبل ان يسقط عسكريا وقضائيا واسرائيليا، معتبرة ان الامور حاليا باتت تتجه بشكل أسوأ الى الحدود اللبنانية مع اسرائيل وارتفاع منسوب الخطر هناك، متخوفة من ان تكون الخطوة التالية للحكومة الإسرائيلية هي اجتياح لبنان بعد الانتهاء من رفح.

المصادر رأت بان الورقة الفرنسية المقترحة بشأن الوضع في الجنوب والمنسقة مع الجانب الأميركي لا قيمة لها طالما ان اسرائيل مصممة على جر لبنان الى الحرب من جهة وتمسك “حزب الله” بمواقفه من جهة ثانية، بشأن وحدة الساحات واستمراره بخوض حرب المشاغلة التي يمارسها منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

وعن إمكانية قبول “حزب الله” بتسوية معينّة لوقف التصعيد جنوبا مقابل وصول مرشحه سليمان فرنجية الى قصر بعبدا تستبعد المصادر ذلك، وتلفت الى ان كل المؤشرات تدل الى الدور الإيراني لن يكون كما هو في الفترة المقبلة، متوقعة ان يشهد تراجعا ملحوظا باعتبار ان المشروع الكبير الذي يتم العمل عليه سيقتضي سقوط اليمين الاسرائيلي، مع اضعاف اذرع ايران في المنطقة للوصول الى أرضية لحل الدولتين مستقبلا.

وإذ أشارت المصادر الى وجوب ان يكون الملف الرئاسي مستقلا عن اي تسوية لتهدئة الساحة الجنوبية، استبعدت حل هذا الملف في وقت قريب، معتبرة ان كل التحركات والاتصالات الداخلية والخارجية المرتبطة بالازمة الرئاسية هي لتعبئة الوقت الضائع لا اكثر ولا اقل .

أما مصادر نيابية مطلعة تقول “لصوت بيروت انترناشونال”: نحن في سباق مع الوقت وهناك ضرورة للتوصل الى تفاهم كبير حول تطبيق 1701 مع بعض التفاصيل، خصوصا ان هناك تقدم على هذا الصعيد من خلال التحرك الذي يقوم به الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين من جهة و الموفد الفرنسي جان ايف لودريان من جهة ثانية”، معتبرة ان العائق الأساسي هو مرتبط بوقف إطلاق النار في غزة باعتبار ان هذا الامر من شأنه ان يساعد على وقف اطلاق نار في لبنان، وبالتالي تصبح عملية تطبيق 1701 بشكل متوازن أمر طبيعي وبديهي حسب ما تقول المصادر، ولكنها في المقابل تعتبر انه اذا ما تطورت الأمور وقامت اسرائيل باجتياح فعلي لمدينة رفح يصبح وقف إطلاق النار في لبنان أصعب ويصبح معه الوضع مفتوحا على كافة الاحتمالات.

وتختم المصادر بالتأكيد على ان القرار 1701 لا يزال هو الضامن الوحيد للاستقرار جنوبا، مؤكدة على استمرار المطالبة الدولية بضرورة عدم التصعيد وتوسيع العدوان في الجنوب.

وفي المحصلة، فإنه من المتوقع ان ترسم مستجدات الساعات المقبلة مسار تطور الأوضاع جنوبا مع إبقاء كل الاحتمالات واردة على هذا الصعيد.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال