السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الرئاسة اللبنانية رهينة المصالحات الإقليمية والدولية المتداخلة

شكل الاتفاق السعودي- الإيراني بداية مسار قطار التغييرات الإقليمية والدولية التي يبدو انها لن تتحقق في المدى القريب، لكن ملامحها بدأت تتكون وترخي بتداعياتها على العديد من بلدان الشرق الاوسط والتحالفات الدولية المتشابكة، والتي تزداد تداخلا بفعل المصالح الاقتصادية وتوازن القوى التي اتخذت من الشرق الاوسط مسرحاً لمعاركها ترجمت حروب استنزاف في سوريا واليمن وغيرها من الدول من قبل وكلائها واستعمل فيه سلاح التطرف الديني وفق احد المراقبين للمشهد الدولي.

من يراقب المشهد ما بعد الاتفاق السعودي – الايراني والتسريبات حول مضمونه غير المرئي، لا بد ان يطلق عليه توصيف الانتقائية في المكاسب المحققة، الا ان الثابت الوحيد ان النظام العالمي الحالي ستتغير لوحته، لناحية التحالفات السياسية وستنعكس على الشعوب التي اشتعلت الحروب على ارضها التي ستتحمل وحدها التداعيات، قد تكون لصالح اطراف معينة وتنقلب الادوار، لكن من المبكر التكهن بنتائجها لاسيما فيما يتعلق بلبنان الذي ينتظر حلحلة العقد التي تعرقل انتخاب رئيساَ لجمهوريتها، حيث يطغى التجاذب بين محور ما يسمى بالممانعة الذي يرأسه “حزب الله” وارتباطه بمصير نظام طهران المتبعثر داخلياً على وقع التظاهرات التي تجاوزت ال183 من عمرها ولم تنطفئ نيرانها، وفي المقلب الآخر محور “السياديين” الذي يريد سحب قبضة هذا المحور عن مؤسسات الدولة الذي عمل لسنوات طويلة على تثبيتها، من خلال تحالفه مع الشخصيات المسيحية الطامحة للسلطة وعلى رأسها “التيار الوطني الحر” الذي يعيش حالة موت سريري على صعيد وجوده كقوة مسيحية، وان نجح في تحقيق مآربه الشخصية على حساب الدولة وماليتها وسيادتها .

يشكك المراقب بامكانية حصول انفراج على صعيد انتخابات الرئاسة، لان المشكلة لا تقتصر فقط على مواصفات الرئيس العتيد التي لا يمكن فصلها عن مسار الجمهورية ككل، حيث يشكل هذا الاستحقاق الفرصة الاخيرة لدخول لبنان في مرحلة التعافي الاقتصادي والاجتماعي وبسط سيطرة الدولة من خلال مؤسساتها الامنية دون مشاركة أحد في قرارتها .

وهنا لا بد من الاخذ بعين الاعتبار الحدث الاخير لناحية تسلل احد الاشخاص من الحدود اللبنانية باتجاه العمق الفلسطيني وتنفيذه لعملية تفجير، الذي مازالت تفاصيله غامضة لناحية الرواية الحقيقية، ولمن ستحمله حكومة بنيامين نتانياهو مسؤوليته، حيث تم تداول بعض الاخبار التي تشير الى انها عملية مشترك بين “حزب الله” و”الجهاد الاسلامي”.

هذه العملية قد تشكل طوق نجاة لنتانياهو ،في ظل الازمة الداخلية المتفاقمة فهل سيقوم بعمل ما في العمق اللبناني والذي يرى بعض المراقبين العسكريين انه قد يقتصر على ضربات محددة واغتيالات تشبه تلك التي تم تنفيذها في الداخل السوري لان الظروف التي كانت قائمة ابان الاجتياحات السابق للجنوب اللبناني لا تشبه ظروف اليوم لاسيما بعدما باتت ترسانة “حزب الله” العسكرية أكثر تطوراَ ولا يمكن المغامرة باهتزاز الوضع الامني في محيط حقل “كاريش” الذي يهدد عملية رفد القارة الاوروبية بالطاقة.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال