الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إدارة ماكرون والدور التائه .. لا خلفيات رئاسية وراء زيارة فرنجية

منذ بداية أحداث غزة وإدارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في حالة إرباك في معظم مناطق نفوذها الاقتصادي والسياسي من أفريقيا وصولا إلى لبنان، الذي اهتزت فيه صورتها “كأم حنون” لاسيما بالنسبة للمسيحيين بعد انعطافتها باتجاه “محور الممانعة” لتلاقيه في دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية ومحاولة اقناع فريق المعارضة بالسير في هذا الترشيح، من خلال الموفدين الذين تبادلوا المهام في محاولة لفتح كوة في جدار “اللا” لأي مرشح للثنائي، لاستعادة الثقة والتي تبقيها في جنة لبنان واستثمارات ترغب في الاستحواذ عليها من المرفأ إلى استخراج الطاقة من شواطئه.

خلال الأيام الماضية برزت حركة لافتة تجاه العاصمة الفرنسية ان من خلال زيارة وفد نيابي من “حزب القوات اللبنانية” والتي ستتزامن مع زيارة الوزير السابق سليمان فرنجية برفقة صديقه روني العريجي، حيث أثيرت التكهنات حول مضمونها، فالبعض ربطها بالاستحقاق الرئاسي في حين رأى البعض الآخر أنها لا تتخطى الشأن الخاص.

بحسب أوساط مطلعة على الحركة الدبلوماسية بشأن لبنان يعتبر أن الموقف الفرنسي اليوم يمر بحالة من الجمود حيال لبنان، فلا الموفد الفرنسي الخاص جان ايف لودريان عائد في وقت قريب ولا السفير الفرنسي في لبنان يتولى اتصالات استثنائية ولا يبدو أن الدبلوماسية الفرنسية في مطلق الأحوال لديها طروحات أو مبادرات للتسويق لطرحها في شأن القضايا اللبنانية.

إذ يبدو أن فرنسا وفق المصدر كما دول مجموعة الدول الخمس منشغلة بشكل أساسي بالوضع في الجنوب وتداعيات حرب غزة وما يمكن أن تستتبعه جنوبا من تصعيد مع انحسار المواجهات في غزة ومن هنا التركيز على درء أخطار احتمال اندلاع أي حرب في الجنوب اللبناني ولو إن انحصرت عملياتها الأساسية بشكل كبير جنوب الليطاني لأن أي حرب من هذا القبيل ستشكل نوع من التحدي للمجتمع الدولي و اختبار عض الأصابع مع إيران التي لا يبدو انها حتى اللحظة تريد الدخول في أي حرب على رغم استهداف قنصليتها في دمشق فهي تدرك أن تورطها في أي حرب سيعني مواجهة واسعة وتعرض أراضيها للعمليات العسكرية بشكل مباشر سواء كانت من قبل إسرائيل أو من الاميركيين.

في أي حال لوحظ خلال جولة سفراء الدول الخمس أخيرا على عدد من القيادات اللبنانية أن السفير الفرنسي هيرفي ماغرو كان الأكثر تحفظا في الكلام و لم يبد أي مواقف واضحة وصريحة بل فضل التعاطي بهدوء مع الاستحقاق الرئاسي وبدا مما قاله ولو لم يفسر الكلام بأنه يؤيد تفهم موقف المعارضة السيادية لناحية الطرح المتعلق بالخيار الثالث دون أي حماسة حيال ذلك.

لقد بدا واضحا من خلال لقاءات اللجنة الخماسية أن الأكثر حماسة هو كان السفير المصري علاء موسى في حين ان السفيرة الأمريكية كانت تحاول الترويج لفتح نوع من الحوار المدروس مع الرئيس نبيه بري ولكن كان جواب القوى السيادية لهذا الأمر “مستحيل” بالنسبة للاستحقاق الرئاسي وهو أمر لم يعلق عليه السفير الفرنسي ولم يورط نفسه في الإشارة إلى أي حوار.

بالنسبة لزيارة وفد من “القوات اللبنانية” والوزير السابق فرنجية فوفق المعلومات المتوفرة ان زيارة الأخير خاصة خصوصا أن الناطق باسم الخارجية الفرنسية نفى علمه بأي لقاءات رسمية لفرنجية في باريس ولم يتحدث أحد عن مثل هذه اللقاءات وحتى التيار المردة حرص على القول بأن هذه الزيارة خاصة ، وبالتالي لا يمكن تحميلها أكثر مما تحتمل لأن ليس لدى فرنسا في الأساس ما تقوله لشخص الأخير، وإذا كان هناك من أمر لا بد من البحث عنه فيكون مع حزب الله صاحب القرار الأول والأخير بالنسبة لترشيحه.

يبقى بالنسبة لزيارة النائب جورج عقيص لباريس فهي تأتي في إطار لقاءات دورية مستمرة لا سيما مع أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الفرنسيين، الذين يتفهمون الموقف اللبناني ولهم دور أساسي عبر لجان الصداقة الفرنسية اللبنانية في كل من المجلسين وهذه اللقاءات تندرج في إطار شرح الموقف موقف القوات اللبنانية من القضايا المطروحة لا سيما لجهة متابعة قضية المرفأ عبر الدعم الذي أبداه مجلس الشيوخ الفرنسي لتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية وهو ما يحتاج الى بلورة فضلا عن أهمية الموقف الفرنسي لجهة خصوصية لبنان، وعدم الاخلال بالشراكة الإسلامية المسيحية في القضايا الكبرى ولا وجود لخلفيات أخرى بالنسبة للزيارة .