الأحد 19 شوال 1445 ﻫ - 28 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الطريق الى إنْجَاد اللبناني.. معبدّ معبّد معبّد!

ميليشيا بكل قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها منظمة ارهابية، تعبث و تقهقر بمصير بلاد و عبادها، وصمة عار يصلي الشعب اللبناني كل يوم “هلاكها”، و حتما مرض خبيث في الجسد اللبناني وغير مرغوب فيه، فمتى الخلاص؟

في وقت تبقى فيه المبادرات و المساعدات العربية خارطة طريق لإصلاح الوضع في لبنان، لا تتورع ميليشيا حزب الله عن سد ابواب الخلاص، حتى ما ننسى ان هذه الميليشيا كانت وبعدها آفة لبنان وسبب دماره الأول، مجلس التعاون الخليجي رافض حتى قيد آخر مساعدة لبنان في ظل هذه الهيمنة و الحق يقال “حقهم الجماعة، يلي بيجرب مجرب، بكون عقله مخرب”.

اكد الكاتب السياسي و الصحافي اسعد بشارة باتصال عبر صوت بيروت انترناشونال ان أن أفضل من عبر عن خارطة الطريق لإصلاح هذا الوضع ومجمل العلاقة اللبنانية – العربية، هي ورقة المبادرة الكويتية، بهدف إعادة بناء الثقة بين لبنان والعالم العربي.

و قال بشارة انه لا شك ان هذه المبادرة وضعت بناءً على تفاهم عربي واسع، كما لكي تكون خارطة طريق “للتنفيذ”، فهي كانت و ستبقى المعبر الالزامي لأي عودة للعلاقات مع لبنان، سوى ذلك فان هذه العلاقات ستبقى ضمن اطار الرسميات و المجاملات ، حتى و لو لم يكن يبدو في الظاهر بانها علاقات متفجرة .

و اوضح بشارة ” خريطة الطريق العربي المتمثلة بالمبادرة الكويتية بإجراء إصلاحات شاملة، لاسيما الالتزام باتفاق الطائف، واحترام سيادة الدول العربية والخليجية اضافة الى احترام قرارات جامعة الدول العربية والالتزام بالشرعية العربية، واتخاذ إجراءات جدية وموثوقة لضبط المعابر الحدودية اللبنانية، والحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته بما يتوافق مع القرارات الدولية 1559 و1701 و1680، مع ما يعنيه ذلك من ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبناني، بالتالي مخطئ من يظن التحايل على هذه المبادرة او تجويفها من اي معنى او استعادة العلاقات الطبيعية مع لبنان الا من تطبيق هذه المقررات التي هي بالاساس لصالح لبنان .

و تابع بشارة ان “العرب متمثلين بمجلس التعاون الخليجي لم يطلبوا من لبنان ان ينفذ ما هو ضد مصلحته ، على العكس المطلوب وفق مقرر هذه المبادرة يصب بالمصلحة الوطنية العليا، و لان السلطة مختطفة بيد ميليشيا حزب الله كما مسلوبة القرارات مع سبق الاصرار ، ستبقى العلاقة العربية-الخليجية في وضع شبه مأزوم حتى اشعار آخر ، بمعنى ان لبنان لن يشهد عودة عربية بظل هذه الهيمنة و بالطريقة التي كانت تحصل سابقا.

و عن استنجاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اشقاء لبنان العرب، مشككاً، اعتبر بشارة ان الكلام المعسول لن يروي جفاء العلاقات اللبنانية العربية ، فالعرب شبعوا من التملّق كما الوعود الكاذبة الغير منفذة، و حتماً من التعهدات التي تنقلب ترجماتها الى حالات معاكسة مما يعني ان كلام الرئيس ميقاتي هو كلام طبيعي و من واجبه ان يتكلم ما تمناه، و لكن ما يتمناه الاخير ليس من الاحداث المترقب حدوثها خاصة و بظل التجاذبات السياسية الحاصلة.

فاعتبر ان العرب حتما ينظرون الى الملف اللبناني بطريقة مختلفة و لم يعودوا يقبضوا كلام من باب التمنيات او العناوين التي لا تترجم الى امر الواقع، و باتجاه المنظومة الحاكمة الى التجديد الى نفسها رغم نتيجة الاستحقاق الانتخابي عبر سيطرة الثلاثي -حزب الله، امل و التيار الوطني الحر- على مجلس النواب اي السلطة التشريعية بشكل او بآخر، مما يعني امكانية تكليف الميقاتي لتشكيل حكومة بالطريقة القديمة من سائر اركان المنظومة برعاية حزب الله او حتى إبقاء على حكومة تصريف الاعمال المرؤوسة من قبل الاخير، الامر الذي سيؤدي الى تأزيم العلاقات اللبنانية-العربية و رأساً الخليجية و لن يكون ابداً عاملاً مساعدا في اعطاء نموذج للعرب بأن شيء قد تغير في لبنان.

و ختم اما ان يرفعوا يدهم عن تشكيل الحكومة، و الإتيان بشخصية مستقلة قادرة على تشكيل فرق عمل محرر من اي ضغوطات سياسية، يفاوض صندوق النقد الدولي، تضع برامج اصلاحية، و خطط انقاذية كما تبدأ بالعملية الاغاثية الاقتصادية، توقف الهدر و المحاصصات الطائفية كما تمنع السرقات و التسيب، تعالج المواضيع الاساسية، و تذهب بشجاعة الى ترسيم الحدود البحرية و البدء بعملية البنية التحتية لاستخراج الغاز، تستعيد الثقة الدولية- العربية و الداخلية اولاً، او المشهد اللبناني الى الهلاك منهاراً بطريقة اسرع و افظع مما سبق .

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال