الخميس 15 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

النوايا السوداء و الورقة البيضاء.. حتمية الفراغ؟!

أيام قليلة تفصل الشعب اللبناني عن نهاية عهد عون… و مراسم المسرحية التجريبية “هزلية” و “ساخرة” لاختيار مرشح عتيد، اما عن “فخامة” الورقة البيضاء تنسدل سيدة للجلسات السابقة و اللاحقة و الظروف الدولية والتفاهمات حول شخصية ” الرئيس” لم تتضح بعد، فهل لبنان امام فراغ رئاسي سادس؟!

بعدما أظهرت عمليات فرز أصوات النواب اللبنانيين بجلسة اختيار الرئيس، حصول الورقة البيضاء على 55 صوتا و42 صوتا لميشال معوض، في استمرار لعدم التوافق بين القوى اللبنانية للمرة الثالثة دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة جديدة في 24 من الشهر الحالي لإعادة المحاولة، مما يؤكد على عبثية المحاولات و حتمياً الذهاب إلى المجهول السياسي والدستوري،

المؤشرات الحالية توحي ان لغة الحوار المعتمدة على مستوى الكتل النيابية في مجلس النواب لن تؤدي الى ما هو معلن عنه من تفاهم على الرئيس العتيد، و الشغور الرئاسي بات امراً منتظراً و متوقعاً خاصة و في ظل الظروف السياسية والدستورية والاقتصادية والاجتماعية المعقدة التي تعيشها البلاد و الخلاف المستحكم حول آليات الخروج من تعقيداتها.

فلا تزال ⁧‫الطبخة الرئاسية‬⁩ بعيدة عن ⁧‫نار التسويات‬، فجميع الأطراف السياسية متمترسة بشكل حاد ولا قدرة لأي طرف على إحداث خرق في الجهة المقابلة خاصة و ان توزّع الكتل في المجلس النيابي الحالي، وفي ظلّ المنهجيّة المتّبعة، لا يسمح بانتخاب رئيس للجمهوريّة، من دون توافق، لذلك فإن الجلسات ستكون عبارة عن كباش قاس لتمرير ⁧‫الشروط‬⁩ قبل الموافقة على الطروحات.

إضافة الى ان عدم التوافق بين السياديين والتغيريين على مشروع وطني متكامل سيضعف الجميع ويعطي الفرصة لحزب الله والممانعة بالسيطرة الكاملة على لبنان، فالمعضلة لا تبدأ فقط “بالتوافق” على رئيس يسّد الرئاسة، فالاخيرة طرح غير مجدي، اما المطلوب هو التوافق على مشروع وطني متكامل، يحمله رئيس توافقي بين الطرفين و الاطياف اللبنانية.

لا ⁧‫يبدو ان هناك رئيس‬⁩ للجمهورية حتى لو تكررت الجلسات عشرات المرات، و الاستعداد لدخول مرحلة طويلة من ⁧‫الفراغ‬⁩ قد لا تنتهي بتسوية على غرار الـ 2016، و البلاد و العباد بانتظار التفاهمات الفرنسية الإسرائيلية والأميركية والإيرانية ‏طبعا مع غياب اي دور “للبنانيين”، فالبرلمان مسبق الصنع.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال