الأحد 19 شوال 1445 ﻫ - 28 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الهروب من الحقيقة الى مزيد من المآسي.. المبادرة الخليجية سقطت

لا إجابة واضحة عن مدى استعداد لبنان و السلطة اللبنانية عامة على التعامل مع نفوذ ميليشيا حزب الله وسلاحه في البلاد ، فيما هلكت قدرة تحمّل الاتحاد الخليجي من التملق الكلامي كوسيلة للتهرّب من الالتزامات الدبلوماسية تجاه تورط الحزب في القتال في اليمن بعد سوريا والعراق دون اي حسيب و لا رقيب.

الى متى سيبقى لبنان ضحية تورطه في حروب ايران العبثية؟

وزير خارجية لبنان “عبدلله بو حبيب” قد اعطى كلمته، فأكد ان “سلاح حزب الله” لا بد من التعاطي معه بحكمة وروية اثر تصريح لوسائل إعلام كويتية ردا على سؤال حول سلاح الحزب، مما و للاسف يمهد الى عرقلة جديدة من الخاصية الدبلوماسية في مستقبل لبنان المجهول.

و تابع بو حبيب مثنيا على المطلب اللبناني المنحصر بسيادة الدولة و تحييد السلاح بيد الجيش فقط، مبرراً التفلت الميليشيوي عبر التمسك بشماعة “المقاومة” معتبراً ان الاحتلال الإسرائيلي يفرض علينا المقاومة، مضيفاً ان لبنان عادة ما لبنان “القرارات الدولية” وينفذ التزاماته الدولية، متحججاً بكيفية التعاطي مع مسألة السلاح “بروية وحكمة”، مطبقاً المثل الشعبي “حجةٌ اقبح من الذنب عينه”، و هروب من الحقيقة الى مزيد من المآسي.

تحجيم دور حزب الله السياسي ونزع سلاحه يا حضرة الوزير هما مطلبان لبنانيان قبل ان يأتيا بنداً من بنود المبادرة الكويتية، و التعامل معهما يجب ان لا يكون حكراً على تطبيق هذه المقايضة بل هو واجب وطني كان يجب على حضرتكم التقيد و العمل به، اما عن مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، فهو واجب محصور بالجيش اللبناني لا بالميليشيا الايرانية، و التعاطي مع مسألة حزب ايران و سلاحه لا يكون بروية و حكمة كما ذكرتم، بل بحزم و اصرار لان الموضوع فاق حجم قدرة الوطن و المواطن.

عجزكم عن حل هذه المشكلة، يتمثل بعجزكم عن الحكم، من رأس الهرم مروراً بنوابه و وزرائه وصولا الى كعب الاخير، و هذا الاستقواء و الاستعلاء والاستكبار من قِبل حزب إيران على مكونات الشعب اللبناني كله بلغ حدًا غير مقبول يستنكره معظم اللبنانيين بينما معظمكم لا ذرة كرامة او وطنية تجعلكم ترفضون هذه الحقارة او الدعوة حتى لمقاومتها، فالمبادرة الخليجية أعادت في بنودها الاعتبار للقضية اللبنانية وثبّتت مطالب اللبنانيين في وثيقة تعكس رؤيتهم للخروج من الأزمة وإعادة لبنان إلى سابق عهده في الازدهار والاستقرار وانتم مثل العادة، لا حياة و حياء لمن ننادي.

الجواب اللبناني أتى كمن فسّر الماء -بعد طول جهد- بالماء، فبينما تسعى المبادرة الخليجية عبر الورقة الكويتية لنشل لبنان من القعر، يبقى حكام السلطة متحالفين مع حزب الله بوجه الشعب اللبناني الذي تبين ان مطالبه موازية لمطالب الخليج العربي، “حل ميلشيا مسلحة بوجه الشعب” و “هدم مفاصل الدويلة التي تحكم الدولة اللبنانية”، بينما الرد اللبناني على الورقة العربية كان بتشكيل لجنة، فالحكام تعودوا على الهروب باللجان- كما تلك المختصة بمكافحة الفساد و المشرفة على سير الانتخابات- نعم يا شعب لبنان، لم يبقَ فيهم اي رجل سيدا لكلمته، و شجاعا ليأخذ قرار، “فعلاً ليسوا فقط فاسدين بل مجموعة جبناء مرتهنة ايضا”.

يوجد فرق كبير بين من يسعى لبناء بلد المؤسسات ومن يسعى لجلعه ولاية ايرانية معزول عن محيطه العربي، الأحزاب السياسية المسيطرة نهبت البلد و جوعت شعبه و ثم تركته لتتقاسمه اذناب الثورة الخمينية، نعم انه مشروع إيراني لا يقتصر على لبنان، بل هناك العديد من الضحايا و لبنان ليس آخر من في القائمة، بل نقطة الانطلاق، فإلى متى؟

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال