الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"الوفاء للمقاومة" على حساب الشعب.. إيران او جهنم؟

بينما يعيش المواطن أزمة تاريخية على كافة الصعد الحياتية، تداعياتها الأولى والمسبب الرّئيسي فيها كان هيمنة ميليشيا حزب الله على القرار الوطني، أطل عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله خلال لقاء “حواري شعبي” – على زعم الرواة – في بلدة السلطانية الجنوبية، ليتحف الشريحة اللبنانية هناك برواية اساسها “وهم” تندرج تحت “لولا حزب الله”، فهل عادت تنطلي؟

وأكد فضل الله انه “لولا وجود حزب الله الناس، لكنا رأينا حجم التأثيرات والتداعيات الكارثية على المواطنين أكبر بكثير مما هي عليه اليوم، لأن الحزب المزعوم موجود بين الناس على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي والخدماتي بكل إمكاناته وقدراته وطاقاته، وهو يحاول دائما أن يخفف من أعباء هذه الأزمة” متناسياً – او متغافلا ولله يعلم في الصدور- ان ما وصلنا عليه اليوم من “دمار وجودي” كان سببه التناحر الايراني وتغطية حسن نصرلله عبر نوابه الفساد مقابل صفقاته ومساومته بما برضي وليّه الإيراني.

إضافة الى حديثه اعلاه، حثّ فضل الله على العمل على خطة الحكومة الاصلاحية عبر التبادل الايراني والتعامل مع الجمهورية الفارسية “اقتصاديا” لتحسين الاوضاع اللبنانية كما لو ان إيران هي “المهدي المنتظر” بحسب نواب حزب الله، وقولبة الأوضاع الراهنة بما يخدم إيران ويدفع لبنان لقبول أطروحات تمسك برقاب الشعب اللبناني من اختصاص الميليشيا الايرانية، فهل يقع الشعب المنكوب بشباك المرشد الإيراني علي خامنئي؟

ما لا يدركه بعض اللبنانيين والفئة الشيعية منه، أو لا يريدون إدراكه، ان الخطر الايراني يوازي خطر العدو الاسرائيلي، كما ان العدوان الإيراني حوّل لبنان، بلاد الأرز، إلى دولة مواجهة، محتقرة من اخوانه العرب ومنبوذ دولياً والآتي أعظم.

أما ميليشيا حزب الله، تحارب في المنطقة نيابة عن إيران، وتدير عمليات عسكرية واستخباراتية، فإيران حوّلت لبنان إلى مركز لإدارة معاركها الإقليمية والدولية، بواسطة الامساك بالقرار الاستراتيجي للدولة اللبنانية.

تغييب الدولة التي ما زالت مغيّبة، وقوعها في قبضة مشروع ليس كباقي المشاريع، مشروع يمس بفكرة لبنان وكيانه، ويلغي لبنان كما يعرفه الملأ منذ قيام دولة لبنان الكبير، كما يدمر جميع معالم البلد الذي قام على دولة المواطنة بين المسيحيين والمسلمين وباقي الطوائف، بهوية تتجاوز الأديان والمذاهب؛ هوية وطنية.

وتعتبر إيران، عبر ذراعها حزب الله، المُمكِن والمشارك في الفساد، كما تنخرط، من خلال ابواقها في لبنان، في أعمال عدائية ضد الدول الأخرى الرافضة لخطط الخامنئي الارهابية بغض النظر عن النتائج التي قد تترتب على هذه الأعمال وتؤثر سلباً على مصالح لبنان.

يسقط لبنان فريسة ميليشيا حزب الله، وأصبح حزب الله واقعاً يصعُب تغييره، ووضع لبنان كأرض إيرانية محتلة، ينذر لـ”جهنّم” الذي تحدث عنها رئيس الجمهورية ميشال عون، حليف حزب الله الاوّل، كما ان ذلك الاحتلال هو السبب الرئيسي في النهاية المحدقة الذي يعانيها الشعب اللبناني، ووجود حزب الله كجيش إيراني في لبنان يعتبر مدمراً، فلا ايران مهتمة بقيام لبنان دولة اقتصادية مزدهرة، ولا حزب الله صادق بمزاعمه.

قد لا يعي نواب حزب الله او كما يسمون أنفسهم “الوفاء للمقاومة” بأن قسم كبير من الشعب اللبناني يعلك وبشكل علني ان اللجوء الى ايران لسير التعافي الاقتصادي كما يزعمون خطة مدروسة لتوسيع النفوذ الفارسي في المنطقة، فيلم بطله اللاعب حسن نصرالله جندي حزب الله وممثل إيران في لبنان وضحيته شعب برمته مرمي بجهنم .