السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

باسيل وفرصته الاخيرة في المناورة على حليفه "حزب الله"

عجز الجراحون واهل الاختصاص في المفاوضات السياسية عن ايجاد علاج للداء الذي أصاب لبنان وشعبه من حروب ومناكفات باسم الطوائف والمذاهب منذ ولادة الجمهورية الى يومنا هذا.

لبنان الصغير بجغرافيته وسكانه يحتاج دائماَ الى عناية عربية ودولية ليستمر على قيد الحياة، لكنه كان عصياَ على الموفدين والمبعوثين الدوليين والعرب امثال مبعوث الامم المتحدة فيليب حبيب، ستيافن دوميستورا الى الاخضر الابراهيمي مبعوث جامعة الدول العربية وعمرو وموسى الذين نالوا شهرة واسعة في جولاتهم المكوكية، والمؤتمرات العربية التي لا تعد ولا تحصى، بعضها انتهت صلاحيته خلال فترة محدودة ، الى ان ولد “اتفاق الطائف” برعاية المملكة العربية السعودية حاملاً بعض التعديلات الدستورية، ورغم الجدل الذي دار حول بعض بنوده، الا انه انهى حربين كان “بطلهما” الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون حيث كان مصيره المنفى الباريسي لمدة 15 عاماَ، الا ان دماء الشهيد رفيق الحريري اعادته الى لبنان من خلال الثورة المليونية التي كسرت حاجز الخوف من نظام آل الاسد وأخرجته خلال 20 يوماَ.

قليلون الذين ادركوا ان عودة عون الى الساحة اللبنانية لن يكون لها تأثيرات ايجابية، وعلى رأسهم النائب السابق وليد جنبلاط الذي وصف عودة عون ب”التسونامي” الذي دخل على جغرافية لبنان وحياته السياسية بشكل فاعل منذ عودته في العام 2005 الى يومنا هذا. ومع اشتداد عود صهره الوزير السابق جبران باسيل الذي منح “مجد” وراثة التيار العوني ورئاسة حزبه “التيار الوطني الحر” ، باتت الكلمة الفصل له يقصي من يشاء ويقيل من يشاء داخل التيار مستنداَ الى ما حققه تيارهم في الانتخابات النيابية من مقاعد جعلته يفرض نفسه كصاحب أكبر كتلة مسيحية.

يصف احد العونيين باسيل كأنجح رجل في “المناورة” حتى في أضعف الحالة التي يعيشها مع تياره والتي جاءت نتاج التجربة الرئاسية لعمه الجنرال عون الذي انهى ولايته باقفال ابواب قصر بعبدا وابقاء كرسي بعبدا فارغا بانتظار التسويات الداخلية.

مناورات باسيل لم تتوقف، فهو عمل على اصلاح العلاقة مع القوات اللبنانية من خلال المفاوضات التي قادها الوزير السابق ملحم رياشي والنائب ابراهيم كنعان اثمرت “اتفاق معراب” الذي عبد طريق قصر بعبدا امام عمه الجنرال عون لكن مفاعيله بعد تحقيق الحلم الرئاسي، ادار ظهره للمكون المسيحي وتوجه الى حارة حريك التي يجمعه بها “تفاهم مارمخايل” التي يضمن من خلالها “المن والسلوى” له ولتياره، وبالفعل تمكن من استغلال هذه العلاقة وحاجة “حزب الله” لمكون مسيحي يسير معه في مشروعه السياسي، ورغم تعرض العلاقة بينهما لبعض المطبات الا ان الثابت الوحيد هو المصالح المشتركة من ناحية البقاء على المسرح السياسي.

يظن البعض وفق المصدر ان “السقف العالي” الذي ينتهجه باسيل هو تغير في المسار، الا ان حقيقة الامر ترتبط ب”المناورة” التي اعتاد الاخير على ممارستها، فكيف اذا كان الوضع الداخلي معطوفاَ على الاحداث في غزة والجنوب اللبناني، وضبابية المشهد لناحية مصير لبنان بعد هذه الاحداث، وهذا ما يوجب الوقوف وفق المثل القائل “رجل في الفلاحة ورجل بالبور”، ولكنه بات مكشوفاَ من حليفه “حزب الله” الذي يسعى دائماَ لاستيعابه، فكانت زيارة رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة محمد رعد للراعي الابوي لباسيل، الا ان العلاقة مع المعارضة لم تعد قابلة للمساومة، لان “المرء لا يمكن ان يلدغ من جحر واحد مرتين”، وهذا ما يضغط على باسيل وتياره لناحية الدعوة للحوار المسيحي تحت قبة بكركي، مع الاشارة الى ان ما طرح ويطرح مازال ضمن اطار اعادة النظر بالتركيبة اللبنانية وتطبيق القرارات الدولية، ونظام لبنان ومستقبله لاسيما تلك التي اعدها المطران انطوان ابي نجم مع عدد من الكوادر الحزبية والمستقلين لمعرفة نظرتهم الى مستقبل لبنان لناحية تركيبته المستقبلية والدور المسيحي فيه وهي وثيقة فكرية لم تتطرق الى التفاصيل، وهي قد تكون محاولة لجمع التيارات والاحزاب حول نقاط معينة لا تشمل المكونات الاخرى.