الأحد 19 شوال 1445 ﻫ - 28 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بعدما صرف الآف الموظفين من دون دفع مستحقاتهم... الحريري وخطابه الناري" لن يُشبع من جوع"

ثورة لبنان التي هزّت اركان السلطة الفاسدة لم تنطلق من 17 تشرين بل منذ سنوات عدة وان كانت محدودة وصوت الثوار غير مسموعاً حينها..

انطلقت منذ بدأ الرئيس سعد الحريري بصرف موظفي مؤسسات والده تعسفياً، ومع افلاس شركاته وقضم حقوق من امضوا سنوات عمرهم في العمل فيها… الاف العائلات وجدت نفسها في الشارع بسبب فشله في ادارة ارث الرئيس الشهيد، رفعت الصوت عاليا من خلال احتجاجات محدودة امام بيت الوسط وتلفزيون وجريدة المسقبل وغيرها، مطالبةً بالحصول على حقوقها لكن لا حياة لمن تنادي.

لم يكن المطلوب من سعد ان يوسّع المؤسسات التي ورثها ويزيد رصيدها، بل على الاقل كان يفترض منه الحفاظ عليها، الا انه فشل حتى في ذلك…

معاناة طويلة عاشها موظفو “سعودي اوجيه” و تلفزيون وجريدة المستقبل وعدد كبير من المؤسسات التي ورثها، فبعد عمل الموظفين لمدة طويلة من دون رواتب، صرفوا من دون وجه حق، اما لتخفيف عدد الموظفين او لاغلاق الشركات والمؤسسات وفي الحالتين لم يحصل الموظفون على حقوقهم، ما دفعهم الى الوقوف على ابواب رزقهم للمطالبة بدفع مستحقاتهم. ومع هذا لم يخجل سعد من التمعن باكاذبيه ووعوده الزائفة حيث وعد اللبنانيين بـ 900 الف وظيفه في الانتخابات النيابية الاخيرة، فكانت النتيجة انهيار مالي واقتصادي وافلاس الخزينة.

ورث سعد امبراطورية “سعودي اوجيه”، الشركة التي اسسها الشهيد سنة 1978، وهي من أكبر شركات المقاولات في العالم العربي،

وقد بلغت إيراداتها في سنة 2010 نحو 8 مليارات دولار، لتبدأ بالانهيار بشكل تدريجي ولتطفو المشكلة على السطح بعدما عجز سعد عن دفع رواتب الموظفين في سنة 2016، لتغرق بعدها الشركة في الديون التي مثلت الضربة القاضية لها…

انهارت الامبراطورية وتهرّب سعد من حقوق موظفيها، وبعد مطالبات عدة واصدار لجنة المتابعة لعمال سعودي أوجيه عدة بيانات منها سنة 2017 شرحت فيه الحال الذي وصلوا اليه،

حيث جاء في البيان” بعد عامين من القهر والذل والحرمان هما الأشد ألماً وقسوة بتنا على شفير الموت المحتم من خلال ما وصلنا إليه وعدم قدرتنا على تأمين الحد الأدنى لمتطلبات الحياة اليومية وأصبحنا عاجزين عن تأمين تكلفة العلاج لمرضانا كما عجزنا عن دفع الأقساط المدرسية المتراكمة منذ العام الماضي” واضافت اللجنة” انظروا إلى أطفال الشهيد وأطفال موظفي سعودي أوجيه بلا مدارس والشباب بلا جامعات وجيل العلم بات مشرداً يبكيه الحبر والقلم بسبب ازمة سعودي أوجيه، فكيف سنكمل المسيرة بحرمان الأطفال من التعليم أو تشريد العائلات؟ وكيف سنسدد الديون المتراكمة بالوعود والإشاعات أو بتوظيف المحسوبيات والأصوات الانتخابية؟”.

“أمام كل هذه المأساة للأسف لم ينبس دولة الرئيس سعد الدين الحريري ببنت شفة باعتباره المسؤول المباشر عما وصلت إليه أوضاعنا بصفته رئيس مجلس إدارة الشركة،

وما زلنا ننتظر حلاً منه ينصف جميع الموظفين” بحسب ما ورد في البيان، ولم تتمكن اللجنة من مقابلة الحريري الذي” كان منهمكاً آنذاك باستقبال النمور ووضعهم في حديقة بيت الوسط والاهتمام بلاعبي الرياضة واستقبال المغامر اللبناني مايكل لتشجيعه القيام برحلة إلى القطب الشمالي وتحضير المهرجانات وتهنئة المتزوجين، أما مصير ثلاثة آلاف عائلة لبنانية بات مجهولاً ولم يكن ضمن جدول اهتماماتهم!” والى اليوم لم يحصل الموظفون على حقوقهم.

كما حال موظفي “سعودي اوجيه” كذلك حال موظفي مؤسسة الحريري الاعلامية التي تأسست سنة 1993 والتي دخلت الانعاش في عهد سعد قبل ان يتخذ قرار دفنها، ليخسر اهل السنّة في لبنان “شاشتهم وصوتهم”، كما اجبروا على نعي “جريدة المستقبل” التي أوقفت الصدور طاوية 6585 عدداً منذ 14 حزيران 1999… الاف الموظفين صرفوا وبعد دعاوى عدة بدأوا بتقاضي جزء بسيطاً من حقوقهم “بالقطارة” وبالليرة اللبنانية بدلاً من الدولار، على الرغم من ان العقود الموقعة مع المؤسسات التي كانوا يعملون فيها تنصّ باغلبيتها على تقاضي رواتبهم بالعملة الأجنبية، لا بل اجبروا كذلك على وضع الشيكات في حسابهم الخاص في “بنك ميد” الذيسبق ان تعرض موظفو هذا المصرف العائدة ملكيته للحريري الى عمليات صرف جماعي في شهر اذار من السنة الماضية حيث عرِض على بعض الموظفين فيه قبل صرفهم العمل في تقديم القهوة وحتى تنظيف الحمّامات.

سوء إدارة سعد الحريري لإرث والده، اجبر الاف الشبان على تسجيل اسمهم على لائحة البطالة التي تطول في لبنان،

وفي ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري يحاول سعد تأمين الحشود في “بيت الوسط”، بعدما كان السبب في تراجع شعبية الحالة الحريرية وتمددها، في حين ينكب مستشاريه على اعداد خطاب ناري لن يسمن ولن يغني من جوع، ولن يقدم ولن يؤخر في معيشة من دفعوا ثمن فشل وريث لم يكن يوماً على قدر الحمل والامانة التي آلت اليه.