السبت 17 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بوطن المحاسيب.. ماذا يعرفُ الحمار عن غناءِ العندليب؟

عقب إقامة المملكة السعودية ممثلة من سفيرها في لبنان وليد البخاري، مأدبة إفطار رمضانية، حضرها قادة امنيين ابرزهم المدير العام لأمن الدّولة اللّواء طوني صليبا، إلى جانب وزيرة الدفاع السابقة زينة عكر والنائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات اضافة الى قائد الجيش الحالي جوزيف العون و السابق جان قهوجي، تصدرت قائمة تويتر “هاش-تاغ” “الاحتلال الايراني” من قبل رواد هذا التطبيق – خاصة الذباب الالكتروني التابع لأبواق ميليشيا حزب الله- و كأن المملكة هي من تستحوذ البلاد و العباد في لبنان متناسيين حجم ما خلفته ايران و تبعيتها في لبنان.

سيكولوجية فاسد..انهم و بكل وضوح نموذج مفضوح ومقزز لأسوأ أشكال العمالة والخيانة ورغم ذلك ما زالوا يتحدثون عن الوطنية!

حكاية العلاقات اللبنانية السعودية طويلة، وما بين المملكة العربية السعودية ولبنان علاقة خاصة رونقها يسمو الاعراف و التقاليد الدبلوماسية، وللمملكة الافضلية في المبادرات و الحلول بما يخص الوضع اللبناني الحاصل الذي و بصورة خاصة كان انتاج التبعية الايرانية في البلاد، و تحقيق ما يصبو إليه اللبنانيون من أمن واستقرار ورخاء يتطلّب أولاً العودة الى الحضن العربي، و هذا ما تفعله القيادة السعودية منذ وقت طويل، ابرزه يتجلّى اليوم و خاصة في المحنة اللبنانية التي ليس لها مثيل.

عندما يتحدث الكبار، ليتكلم “العميل” خيرا، مقدار ما يمسح ماء وجهه او ليصمت.

التجربة الايرانية المتمثلة بمليشيا حزب الله ، ومحاولات خلق مساحات مشتركة معها مرّة للغاية، هذا واضح خاصة “بالدور التخريبي” الذي يلعبه نظام طهران في لبنان، هيمنة حزب الله الإرهابي التابع للاخيرة على اتخاذ كل القرارات الوطنية بقوة السلاح أدّى إلى تعطيل مؤسسات الدولة الدستورية، و هذه “المعضلة” الوحيدة و المأساوية التي سقط منها و بسببها لبنان.

عندما يطالب اللبناني رفع احتلال خارجي، فهذا من “حقه”، خاصة و اذا كانت هذه القوى الخارجية سبب كل ما آلت اليه الامور، اللبنانيون يتوقون للحظة التي تُرفع الهيمنة الايرانية عن لبنان و يتوقّف تعطيل القضاء، و لا يبقى سوى سلاح واحد و قرار واحد، و لا احد له ان يمارس سياسة التخوين و المؤامرة على من يطمح ببناء وطن و تضليل الشعب بهذه الممارسات لن يفي اطلاقاً، لانه آن أوان لوضع حد للأمر الواقع الذي يتألم منه الشعب، ويهمش الدولة الشرعية، ويبعثر وحدتها بين دويلات أمنية ودويلات قضائية ودويلات حزبية ودويلات مذهبية.

من هذا المنطلق، على مليشيا حزب الله أن تدرك أن لبنان عربي الانتماء و الهوية ولا يمكن سلخه عن حضنه العربي، و الاحتلال الإيراني وتدخل حزب الله في الدول العربية ناهيكم عن الدولة اللبنانية تسبب بعزلتها وليس هناك سوى العرب والسعودية خصوصا التي يشهد لها التاريخ و الامم بوقوفها إلى جانب البلد في محنه، و ارادة اللبنانيين متناغمة مع هويته العربية التي تحاول النهوض به من تحت ركام الملالي، و هي اقوى من لغة التخوين و التحريض، التي تتربص تحت عنوان “سيكولوجية الفساد” المتبوعة من قبل التبعية الايرانية.

لبنان يحتاج اليوم قوى وطنية، سيادية، استقلالية، مناضلة، مؤمنة بخصوصية هذا الوطن والدولة الشرعية والمؤسسات الدستورية وبالجيش اللبناني مرجعية وحيدة للسلاح والأمن، وبوحدة القرار السياسي والعسكري، عندما يتحرك الشعب ويواجه جدياً هذا الأمر الواقع الكارثي، يتشجع المجتمع العربي والدولي لمساعدته وتوفير إمكانات التغيير ووسائل الإنقاذ، كما فعلت و تفعل المملكة في كل مرة وجدت اللبنانيون و بلادهم بحاجتها!

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال