الأحد 19 شوال 1445 ﻫ - 28 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بين طوباوية النيابة و ٨ آذار.. "كش ملك"

السيادة و التغيير ليسا كلامًا و استعراضًا بل ممارسة جدية انتخابياً و تشريعياً، فبعد ما حصل في جلسة انتخاب اللجان النيابية، يتبين لنا أن الحل الوحيد الآن هو انضمام التغييرين الى السياديين والمستقلين، ومن يرفض منهم فهو إما برعونةٍ “شعبوي” أو وديعة للثنائي الشيعي وحلفائهم.

مما لا شك فيه أن انتخابات مجلس النواب‬⁩ أظهرت و بكل وضوح، السيطرة الكاملة لحزب الله على المشهد السياسي، فالرئيس بري و للمرة السابعة على التوالي تربع على عرشه النيابي محصلة اتفاق “نشازه” أُعّد سابقاً، و المايسترو قاد فرقته بحبكة تامة، ثمرتها تناغم تام بين قوى “ما خلونا” و “النبيه” و المحصول تجلى ب “صوتلي، بصوتلك”، اما عن التغييرين و الفرقاء المستقلين، فطبقوا المثل الشعبي المأثور «أوّل دخولو.. شمعة ع طولو»، و بقي الشعب العظيم يترنح على مصير أسود في زمن استعادة الأمل بغد أفضل، فماذا ينتظر البلاد و العباد؟

“عندما فازت الاكثرية النيابية قوى ١٤ اذار آنذاك في انتخابات العام ٢٠٠٥ و لاحقاً في ٢٠٠٩ و آخرها في عام ٢٠١٨ كان الحاكم او الحكم في حوزة حزب الله” يقول الصحافي و الكاتب السياسي وجدي العريضي باتصال عبر صوت بيروت انترناشونال، متابعاً ان ” المشهد عينه يتكرر في الاستحقاق الحالي، فالاكثرية موجودة مع الفريق السيادي و التغييرين اما حزب الله استطاع من خلال مناورات سياسية ترتيب التحالف بين الرئيس بري و جبران باسيل.

و استناداً الى معلومات متأتية من مصادر عليا، صرّح العريضي ان “حزب الله و من خلال اتصالاته مع الرّئيس بري تمكن من اقناعه بأن يتحالف مع التيار الوطني الحر و التنسيق التام على ان ينتخب الاخير نبيه بري رئيساً، باعتبار ان انتخاب الاخير مسألة ضبابية اي حصوله على اصوات متدنية في الدورة الاولى امر غير مقبول لبري خاصة و بعد مكوثه مدة طويلة رئيساً لمجلس النواب ان يهان من خلال عدد الاصوات المترهل مما يستدعي خسارته بالدورة الاولى، و عليه تمت الصفقة بين حركة امل و التيار الوطني الحر قضى بايصال النائب الياس بو صعب نائباً لرئاسة المجلس و بمعنى تمت العملية التبادلية الانتخابية و حتماً انتخاب بري رئيساً للمجلس.

و تابع العريضي ان ” هذا الاتفاق تم حياكته من قبل حزب الله لاكثر من اعتبار سياسي، ابرزها كان على خلفية السقوط المدوي لحلفائه – الوديعة السورية- في الانتخابات النيابية، و من هذا المنطلق، يسعى فريق الممانعة للانتقام السياسي و توحيد الصفوف امر اكثر من مطلوب لمواجهته في الاستحقاقات المقبلة” .

و لفت العريضي في ضوء الجلسة الاولى للمجلس “بروز قلّة الخبرة السياسية لبعض النواب الحدد من التغييرين و المستقلين مما فتح الباب العريض لاستيلاء القوى الثلاثية على مفاصل اللجان – حزب الله، امل و التيار الوطني الحر – بالمقابل كانت هذه القوى واضحة الموقف في المجلس من اجل ان تعويم التيار الوطني الحر و الذي هو بحاجة اليه من اجل تأمين الغطاء له باعتبار ان الاخير من يغطي سلاحه و ممارساته الارهابية في البلاد”، وبناء على ذلك جاءت الجلسة الاولى في اطار مناورة سياسية قام بها الحزب”.

و تساءل العريضي وفق كل ما ذكره اذا كان سينسحب على جلسة الثلثاء المقبل، اي جلسة انتخاب اللجان النيابية و المقررين، اضافة الى عاملين أساسيين و هم استحقاقي الحكومة و الرئاسي .

و في شق الاستحقاق الحكومي اكد العريضي بصراحة متناهية التجارب المريرة السابقة من خلال التكليف و التأليف، فكيف هو الحال اليوم و البلاد في انهيار تام اقتصادياً و اجتماعياً، منذراً ان انتهاء ولاية الرئيس عون بات قريباً و كما يقال “مش محرزة” تشكيل الحكومة خاصة ان العملية ستكلف لبنان غالياً، فالشروط كثيرة و هي مضادة و التجربة قد علمتنا لا و بل شهدنا على مثل هذه المسائل التي فشلت في ظل تعنت الفرقاء السياسية”.

و استطرد العريضي ان من خلال كل المعطيات و الأجواء، حكومة تصريف الاعمال ستستمر حتى نهاية العهد، كما ان هذه المسألة ستكون موضع توافق ضمني داخلي وصولاً الى رافدة دولية على اعتبار ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يقوم باتصالاته مع صندوق النقد الدولي و الدول المانحة انما الأخير يشترط بأن تُمنح هذه الحكومة -حكومة تصريف الاعمال- صلاحيات من مجلس النواب من اجل تسيير الامور الاقتصادية و المعيشية التي هي بحاجة الى قرارات، مؤكدا حصول هذه الاحداث الا في حال حصول مفاجآت معتقداً بأنها شبه مستحيلة في هذه الفترة القصيرة المتبقية .

و اردف العريضي ان الطغمة الكبرى ستكمن في الاستحقاق الرئاسي بمعنى ان الرئيس عون و الذي صرح سابقاً عدم بقائه لدقيقة واحدة بعد انتهاء ولايته يصر على صهره جبران باسيل ان يكون رئيساً للجمهورية او ان التمديد سيتخلل سيداً للموقف او اما الفراغ، لذلك لبنان على معضلة كبيرة اضافة ايضاً الى سعي حزب الله لايصال النائب السابق سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، و لكن الربع ساعة الاخيرة من تقرر هذه الاستحقاقات و الرئيس دائماً يأتي ثمرة توافق اقليمي و دولي و لكن حتى الان لم يحصل هذا الاتفاق و لكن الوقت موجود و كفيل ايضاً.

و اضاف العريضي ان ” الاهمية الان تكمن في كيفية معالجة الاوضاع الاقتصادية و المعيشية كما الخروج من حالة الجمود و الانهيار في البلد قبل فوات الاوان و الوصول الى الفوضى العارمة، التي تشكل هواجس مقلقة للبنانيين في ظل القهر الذي يعيشونه جراء هذا الوضع المأساوي.

و اثنى العريضي على ان ما حصل مع سيناريو بري قد يتكرر في ٣١ تشرين الاول المقبل عند انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس ميشال عون و لكن ببروز امر ايجابي تجلى بعدم قبول معظم القوى المؤلفة للمجلس التسويات كما الصفقات و المقاربات الطائفية و المذهبية، كما كان هناك صوت فارق في مجلس النواب سابق و يدين كل ما يحصل، لذلك هذا الصوت سيتكرر و سيرتفع منسوبه في الاستحقاقات المقبلة، و لننتظر ما سوف يجري من تدخلات اقليمية و دولية خاصة تلك المتعلقة بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون و الذي يتابع الملف اللبناني عن كثب، خاصة ان البلد لا يتحمل المزيد من المناكفات و الانهيارات و الامر متروك للاتصالات كما الحلول التوافقية.

و ختم العريضي متمنياً على التغييرين وحدة موقف ووحدة صفّ مع القوى السيادية حول استراتيجية سيادية وتغييرية تتناسب مع خطورة المرحلة ودقّتها، و جلسة اللجان النيابية هي اختبار آخر للنواب التغييرين، و الرجاء أن يشكل ما حصل بالاستحقاق الاول مسوغ لتلافي تكراره في الاستحقاقات القادمة.

ما حصل في الجلسة الاولى حتما لا يجسِّد تطلعات الناس التي انتخبت من أجل التغيير والسيادة وقيام الدولة و المراد الحالي من النواب التغييرين تحكيم ضمائرهم و استجماع الصفوف مجددا، فتاريخ لبنان سيكولوجية من الطوائف، فاتعظوا و الا على البلاد حتماً السلام.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال