الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تبني باسيل لترشيح أزعور جعله شريكا مساهمًا مع السياديين

الأحزاب والتيارات المسيحية تعيش حاليا عشية الاستحقاق الرئاسي على صفيح ساخن والقيادات المارونية تسير على غير هدى كالأفاعي “المشوبة” في سلة واحدة حيث اللسع بعضها ضد بعض رغم ان الصورة التي يخرجونها امام مناصريهم وردية مشرقة ملؤها وحدة الموقف، لكن “النيجاتيف” يخفي العديد من الخناجر والسيوف المسننة، والوجوه الضاحكة تخفي الكثير من الريبة بين أبناء الطائفة الواحدة وفق مصدر خاص “لصوت بيروت انترناشونال”.

هذا المشهد المرتبك ترك الانطباع لدى النواب المسيحيين في المقلب الاخر، وهؤلاء يعتبرون ان عديدهم قليل لكنهم متماسكون في وحدة الموقف خلافا للأكثرية المتنوعة صاحبة الإجماع على منع وصول سليمان فرنجية لكن في المقابل تكمن الاختلافات على كل شيء تقريبا .. فالأوساط المسيحية المؤيدة لفرنجية تشرح بإسهاب وبالاسم ظروف واهداف كل واحد من هؤلاء المجتمعين لقطع طريق بعبدا امام “غريمهم” فرنجية.

النائب جبران باسيل الذي يعيش المرحلة السياسية الضبابية منذ رحيل عمه عن الكرسي الرئاسية، يحاول عبثا التفتيش عن خيار شعبي يعيد له الزمن الجميل لتياره، ترك مار مخايل واضعا الاتفاق جانبا علّ وعسى أن يعوض خسائره المتراكمة، لكنه وقف عاجزا في الانتخابات النيابية فعاد خائبا إلى حزب الله الذي رفده بأكثر من سبعة نواب.

حسابيا باسيل بارع بالأرقام ويدرك جيدا أين هي الأرباح وخبير في “من اين تؤكل الكتف “، ومن اجل كل هذا سارع وناشد ساكن معراب للحوار داعيا إياه إلى الشراكة ثانية بعدما فشلت الأولى لخطأ جسيم في القسمة والتحاصص .

اما في معراب حيث الكتلة النيابية الأكبر، امتنعت في البداية ولم تهتم لنداء الاستغاثة الصادرة من سنتر ميرنا الشالوحي ،لكن سريعا نداء “الغريق”، بالشكل الذي يحفظ ماء الوجه امام القواتيين، نحاول ونتفق بطريقة سرية بعيدا عن الاعلام رغم مواقف باسيل المشبوهة وتاريخه بنكس الوعود.. وهكذا استدرج سمير جعجع إلى موقعة “ازعور” دون أن يدرك أن جبران انتظره على كوع الغدر والطعن حين قال له في عشاء جبيل: من زمان دعوناك إلى خيارنا .. رفضت بداية ثم جئت إلينا.. ومن بعدها انطلقت حملة الشماتة التي أظهرت أن جعجع وقع في “الفخ” للمرة الثانية دون أن يدري أهمية الكتلة النيابية الأكبر التي بحوزته.

اما باسيل ورغم الاعتراضات التي واجهته في عقر داره لناحية السير بتبني ترشيح أزعور، همه الوحيد والأوحد ان لا يتجرع “كأس” وصول فرنجية الى بعبدا ولذا فهو ركب القطار الذي يقل الأصوات المؤيدة لـزعور وبات شريكاً مساهماً لا يمكن تجاهله من خلال أصوات كتلته.

هذه الشراكة التي دخل فيها باسيل أعطته تفويضاً “غير رسمي” حمله عمه الرئيس السابق ميشال عون واتجه به الى دمشق للقاء رئيس النظام بشار الأسد الذي يؤيد ترشيح صديق العائلة الوزير السابق سليمان فرنجية، واضعا نصب عينه خيار ثالث يطيح بالمرشحين بعد دخول تكتله ضمن بوتقة واحدة مع الأحزاب المسيحية الأخرى والمستقلين منهم، وبذلك ستتحقق امنية باسيل بالإطاحة بفرنجية وأزعور معا، وان نجح المسعى سيتصدر قائمة المنتصرين وأبرز المشاركين في اختيار المرشح الثالث، الامر الذي سيرخي بظلاله على من تمسك بترشيح النائب ميشال معوض على مدى أشهر، ليتبنى فيما بعد ترشيح أزعور بعدما بدأ يحصد قبولا لافتا والتحق بهم باسيل الذي سيجير موافقته “لضرب مرشحين بحجر واحد” بعدما بات شريكا في دعم ازعور، وبذلك أطاح بحصرية المواجهة التي يقودها الفريق المناهض لمحور الممانعة ومرشحهم، في وقت كان يتنقل على حبال حلفائه وخصومه، فهل سيتمكن من اسقاط المرشحين.

جلسة الانتخاب المقررة ستكون اختبارا لناحية المشهد الجديد للتحالفات، رغم ان التوقعات بإمكانية إنهاء الفراغ الرئاسي ما زالت تطغى على قبة البرلمان.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال