الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تم الترسيم.. والعمالة غبّ الطلب

‏ما عجز عن تحقيقه العدّو الصهيوني في الحرب، قدّمه ساسة لبنان على رأسهم ميشال عون و مرشده الايراني في “السلم”، هزيمة و استسلام و تنازل عن الحقوق لاسترضاء قوة اقليمية، فكيف يعتبر حزب الله توقيع الدولة على وضع ثروتها الغازية والنفطية تحت وصاية اميركية كاملة انتصارا له؟

لم يحدث في التاريخ أن احتفلت مجموعة من البشر، بالهزائم والانكسارات والخسائر والدمار والفشل، اما في المزرعة اللبنانية، كل شيء وارد و”متل ما “وقّعتوا” تلاقوا”..

حاجة اوروبا للنفط الإسراىٔيلي في ظلّ الحرب الروسية-الاوكرانية وخفض إنتاج النفط الخليجي كانا وراء التحرك الأميركي العاجل لترسيم الحدود ‏وكان دور “عهد الإنجازات” الموافَقة عليه و ها هو اليوم يهنىء اللبنانيين بإنجازات وهمية عنوانها الخيانة العظمى بالتنازل عن الخط 29.

ترسيم الحدود البحرية‬⁩ اللبنانية-الإسرائيلية “اعتراف رسمي بالكيان الصهيوني”, وهو في الواقع اتفاق بين ⁧‫إيران‬⁩ من جهة، و ⁧‫أمريكا‬⁩ و ⁧‫إسرائيل‬⁩ من الجهة الأخرى, باركه وكيلها اللبناني ⁧‫حزب الله‬⁩ و شرعنه ⁧‫ميشال عون‬⁩، و بحسب القوانين والأعراف الدولية اعترافا رسميا بشرعية الوجود الإسرائيلي ودولة إسرائيل.

و عليه، مهما جمّل نصرالله موضوع هذه الصفقة محاولاً حفظ ماء الوجه، لا شك في أننا بدأنا مرحلة جديدة، بحيث انتهت حجة مقاومة إسرائيل، وبدأ حزب ايران مرحلة استثمار سلاحه رسمياً في الداخل اللبناني، و استبعاد الجيش عن اتفاق الترسيم، وعدم عرضه على المجلس النيابي، وتفاصيل كثيرة أخرى تؤكد أن الصفقة تمت على حساب ⁧‫لبنان‬⁩.

امتهن العمالة للخارج و تنازل عن ثروات ⁧‫لبنان‬⁩ لصالح العدو خدمة لمصالحه الشخصية او الحزبية، إعلان نصرالله‬⁩ هو تأكيد _لمن لازال لا يصدّق_ بأن ⁧‫حزب الله‬⁩ متورط بالعمالة منذ القدم بدليل ترسيم الحدود‬⁩ الذي ما هو الا اعتراف ضمني بالاحتلال الإسرائيلي وبدولته، وبأن ⁧‫المقاومة‬⁩ كانت شعاراً يرفعه للاستقواء على ⁧‫لبنان‬⁩ بالسلاح لا اكثر و لا اقل!

‏43 سنة ومحور المقاومة يطلق على أميركا صفة ” الشيطان الأكبر ، و اليوم طبع هذا المحور إقتصادياً ورسم حدود الغاز المتوسطي برعاية وضمانة أميركية، فما هو دور المئة ألف مقاتل و المئة و خمسين الف صاروخ بعد توقيع اتفاق الترسيم بين لبنان و إسرائيل و إنتفاء اسباب الحرب مع إسرائيل ؟

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال